وكالة أسنا للأخبار ASNA – واشنطن
لقاء مفصلي في الرياض: ترامب والشرع على طاولة التفاوض وسط تحولات إقليمية ودولية
تتجه الأنظار إلى العاصمة السعودية الرياض، حيث من المتوقع أن يشهد العالم حدثاً دبلوماسياً نادراً: لقاء بين الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الرئاسي دونالد ترامب والرئيس السوري أحمد الشرع. ورغم غياب التأكيدات الرسمية حتى الآن، فإن التقارير الإعلامية من مصادر موثوقة مثل “ذا تايمز” و”رويترز” تشير إلى أن اللقاء بات قريباً، وربما يُعقد في 13 مايو 2025، برعاية سعودية ضمن قمة أوسع تشمل قادة من المنطقة.
أجندة اللقاء: صفقة كبرى في الأفق
بحسب التسريبات، يعتزم الرئيس السوري عرض مجموعة من التنازلات المحورية مقابل رفع العقوبات الأمريكية، وعلى رأسها “قانون قيصر”. وتشمل هذه التنازلات:
- صفقة استثمار أمريكية في قطاع المعادن والطاقة داخل سوريا، على غرار النموذج الأوكراني الذي سمح للشركات الغربية بالوصول إلى الموارد الطبيعية.
- استعداد مبدئي للانضمام إلى اتفاقيات أبراهيم، ما قد يفتح الباب أمام تطبيع تدريجي مع إسرائيل، في خطوة تُعد انقلاباً دبلوماسياً في الموقف السوري التقليدي.
- إنشاء منطقة منزوعة السلاح في الجولان، وربما فتح المجال لتفاهمات أمنية غير مباشرة مع تل أبيب.
في المقابل، تطالب دمشق برفع كامل للعقوبات، ودعم أمريكي في جهود إعادة الإعمار، إضافة إلى إعادة دمج سوريا في النظام الاقتصادي العالمي.
الوساطة السعودية: إعادة تشكيل دور الرياض
يلعب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان دور الوسيط الرئيسي في هذه العملية، مستفيداً من شبكة علاقاته مع كلا الطرفين. وتشير المصادر إلى أن جهود الرياض بدأت منذ زيارة الشرع إليها في فبراير 2025، وتم تعزيزها عبر اتصالات مباشرة مع فريق ترامب، إضافة إلى إشراك قادة عرب مثل الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس اللبناني جوزيف عون في الإطار الأوسع للمحادثات.
خلافات داخل الإدارة الأمريكية
ورغم الحماس السعودي، تسود حالة من الانقسام داخل الدوائر الأمريكية المقربة من ترامب. بعض مستشاريه يحذرون من المخاطر السياسية للقاء مع الشرع، الذي كانت له علاقات سابقة مع هيئة تحرير الشام. كما تبرز تساؤلات حول شرعية الحكومة السورية وسجلها في حقوق الإنسان.
ومع ذلك، فإن أصواتاً أخرى، مثل المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، تدفع نحو انتهاز الفرصة لتحقيق اختراق في الملف السوري، خاصة إذا تم تأطير اللقاء ضمن أهداف اقتصادية وأمنية أمريكية بحتة.
رهانات ومخاوف
يراهن الشرع على أن ترامب، المعروف ببراغماتيته وتفضيله للصفقات على الأيديولوجيا، قد يكون الشريك المناسب لتدشين مسار جديد في العلاقات الأمريكية-السورية. غير أن المخاوف لا تزال قائمة، لا سيما من أن يؤدي أي تقارب مفاجئ إلى تصدعات داخل التحالفات الغربية أو انتقادات داخلية في واشنطن.
بين الفرصة والمخاطرة
إذا تم اللقاء، فسيكون لحظة فاصلة في تاريخ الشرق الأوسط الحديث، ويمثل اختباراً حقيقياً لقدرة الدبلوماسية السعودية على جمع الأضداد، ولواقعية ترامب في التعامل مع “الملف السوري المعقد”. أما الشرع، فيسعى لإعادة تموضع بلاده دولياً، ولو تطلب الأمر إعادة النظر في تحالفات عمرها عقود.
تبقى كل السيناريوهات مفتوحة، فيما تترقب العواصم الإقليمية والدولية ما إذا كان يوم 13 مايو 2025 سيشهد انطلاقة سلام أو بداية جدل جديد.