تتصاعد التوترات في جنوب القوقاز، حيث أثارت تصريحات روسية بشأن “ممر زنغزور”، الذي يربط بين أذربيجان وإقليم ناخيشيفان، غضب طهران. ورغم أن الممر لا يمر عبر الأراضي الإيرانية، إلا أن إيران تعتبره تهديدًا لتوازن القوى الجيوسياسي في المنطقة.
يشكل هذا الممر جزءًا من اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى الحرب بين أذربيجان وأرمينيا عام 2020، ويهدف إلى استعادة روابط النقل بين أذربيجان وناخيشيفان عبر الأراضي الأرمنية. وتخشى إيران أن يؤدي إنشاء هذا الممر إلى تغيير الحدود الدولية، مما قد يعرض مصالحها للخطر ويؤثر على علاقاتها مع أرمينيا، الحليف القريب لإيران.
إيران وأذربيجان: تاريخ طويل من التوتر
رغم أن أذربيجان دولة ذات أغلبية شيعية مثل إيران، إلا أن العلاقات بين البلدين متوترة، خاصة بسبب علاقات أذربيجان القوية مع إسرائيل، والتي تعتبرها طهران تهديدًا لأمنها. ويمثل ممر زنغزور تحديًا إضافيًا لإيران، إذ ترى أن هذا الممر يمكن أن يقوض وجودها الاستراتيجي في القوقاز، خاصة وأنه قد يؤدي إلى تقليص الحدود الإيرانية الأرمنية، وهي منطقة حيوية لتواصل إيران مع شمال القوقاز.
على الجانب الآخر، تدعم روسيا بشكل علني إنشاء الممر كجزء من خطة أوسع لتعزيز روابط النقل في المنطقة، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي في القوقاز، ويضع إيران في موقف صعب أمام مصالح روسيا وأذربيجان.
الصراع الإقليمي والتحالفات المعقدة
في هذا السياق، تبرز تعقيدات التحالفات الإقليمية. فبينما تقف إيران إلى جانب أرمينيا المسيحية، تجد نفسها في مواجهة مع تركيا، الحليف الأقرب لأذربيجان. وتزيد هذه التحالفات المعقدة من صعوبة التوصل إلى حل شامل ينهي الصراع حول ممر زنغزور.
التحركات الدولية في هذا الشأن تشير إلى احتمالات لفتح الممر، إلا أن طهران مستمرة في رفض أي تغيير للحدود أو التحركات التي قد تؤدي إلى إضعاف موقفها الجيوسياسي.