روسيا تلوّح مجددًا بفرصة لوقف إطلاق النار ومفاوضات مباشرة مع أوكرانيا
في تطورات متسارعة تعكس تحولات في الموقف الروسي حيال الحرب في أوكرانيا، توالت التصريحات من الكرملين، وعلى رأسها الرئيس فلاديمير بوتين، مشيرة إلى انفتاح روسي ملحوظ على خيار التهدئة واستئناف المفاوضات، وسط إشارات إلى وساطات إقليمية ودولية تُبذل خلف الكواليس.
وقال الكرملين عبر وكالة “تاس” إنه ينظر في مقترح لوقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا، مؤكدًا أن لروسيا موقفها الواضح الذي ستبني عليه قرارها بهذا الشأن. وفي سياق متصل، أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لقناة CNN أن روسيا “منفتحة على الحوار” وترى أن “محاولات الضغط عليها ليست مجدية”، مشيرًا إلى تقدير موسكو لجهود الوساطة التي بذلها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب.
من جانبه، أعلن بوتين أن بلاده “عرضت مرارًا مبادرات لوقف إطلاق النار”، لكن الجانب الأوكراني رفضها، مضيفًا أن “القوات الأوكرانية انتهكت الهدنة الأخيرة خلال عيد الفصح أكثر من 5000 مرة”. وأضاف أن بلاده “مستعدة لمفاوضات حقيقية قد تقود إلى هدنة دائمة”، مقترحًا استئناف المفاوضات المباشرة مع كييف “من دون شروط مسبقة”، على أن تُعقد الجولة القادمة يوم 15 مايو في مدينة إسطنبول.
وفي خطوة تؤكد المساعي الدبلوماسية، أعلن بوتين أنه سيجري محادثة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لبحث فرصة عقد هذه المفاوضات على الأراضي التركية. كما شدد على أن “إقامة سلام مستدام ممكن فقط من خلال مفاوضات جادة”، مشيرًا إلى أن موسكو لا تستبعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار خلال هذه المحادثات.
ورغم هذه اللهجة الدبلوماسية، لم تغب النبرة الحادة عن تصريحات بوتين، إذ انتقد ما وصفه بـ”لغة الإنذارات الفظة” التي تستخدمها بعض الدول الأوروبية عند الحديث مع روسيا، إلا أنه أعرب عن أمله في “استعادة العلاقات مع الدول الأوروبية عاجلًا أم آجلًا”.
وفي موقف لافت، شكر بوتين قوات كوريا الشمالية على مشاركتها القوات الروسية في “تحرير مواقع عدة في كورسك”، ما يسلط الضوء على تعقيدات المشهد العسكري والدولي المتشابك في الصراع الأوكراني.
وفي انتظار رد كييف على المقترح الروسي بعقد مفاوضات مباشرة في إسطنبول، تؤكد موسكو أنها ستعلن قريبًا عن تشكيلة وفدها الرسمي للمفاوضات، فيما يتابع المجتمع الدولي هذا الحراك بحذر، ترقبًا لاحتمال حدوث اختراق فعلي على طريق إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.