‎#زياد_الرحباني (1956 – 2025)

وكالة أسنا للأخبار – ASNA

خاص – بقلم فادي الياس

وداعًا زياد الرحباني… وداعًا لمن جعل من الفن سلاحًا، ومن الكلمة موقفًا، ومن الضحكة دمعة تختبئ خلف وجع الوطن.

رحل صاحب “نزل السرور”، الذي قال في عزّ القهر: “مش قليل الله خلقني لبناني”، فرسم بضحكته الساخرة ملامح الألم، وسكب فينا وعينا لم نكن ندركه إلا حين نعيد الاستماع… حين نكبر. زياد الذي تربّت أجيال على كلماته، ووعت القهر الطبقي من حوارات مسرحياته، وفهمت السياسة من نوتاته، واستشرفت الخراب من سخريته.

غنت له الكبيرة فيروز “سألوني الناس” فكانت بداية الرحلة، رحلة عبقري لا يشبه أحدًا، لم يطلب التصفيق، بل طالب بأن “نحكي شوي عن حالنا”… عن أوطان تشبه المسرح، عن مسرح يشبه حياتنا، عن ناس عايشة “بلا ما تعرف ليش”.

لم يكن زياد مجرد فنان، بل كان مقاومًا حقيقيًا، بالحرف، بالبيانو، بالموقف. كان نَفَسًا آخر في جسد الوطن المختنق، وكان رجلًا يرى قبل الآخرين، ويحذّر بينما يضحكون… فيضحك معهم، ثم يبكي وحده.

في “فيلم أميركي طويل”، كتب النهاية منذ البداية، وفي “بالنسبة لبكرا شو؟” سأل السؤال الذي لم نجد له جوابًا بعد. وفي “شي فاشل” علّمنا أن الفشل مش عيب، العيب هو الكذب والتخاذل والتنازل.

رحل زياد، نعم، لكنّه ترك لنا ما لا يموت: موسيقى لا تبلى، كلمات لا تُنسى، ضحكة في عمق المأساة، ووعيًا في زمن الغفلة.

“دايمًا بالآخر في آخر.. في وقت فراق.”
بس فراقك يا زياد مش آخر، هو بداية جديدة لتراثك، بيعيش فينا، وبينقل وجعنا وضحكتنا لأولادنا.

وداعًا يا ابن الكبيرة، يا كبير.
يلي خلّف ما مات، وانت خلّفت شعبًا بيفهم، بيحس، وبيغنّي… حتى لو ما في شي بيتغيّر.

زياد_الرحباني
(1956 – 2025)
ابتسامة المذبوح… وصوت الوطن.

Join Whatsapp