بشير الجميل يعود من الرماد: حلم الـ10452 يتجسد مع جوزيف عون

استذكار بشير الجميل: رمز السيادة في لبنان الجديد

في الذكرى الـ43 لاغتيال الرئيس الشهيد بشير الجميل، يبرز استذكار الرئيس اللبناني جوزيف عون لهذا الرمز التاريخي كدليل على تحول جذري في اللهجة السياسية اللبنانية. في بيان أصدره يوم، 14 سبتمبر 2025، أكد الرئيس عون أن “استشهاد بشير الجميل لم يكن مجرد تصفية لرئيس أو زعيم سياسي، بل محاولة لقتل حلم لبناني أصيل”، مضيفاً أن “الأحلام لا تموت”، في إشارة إلى الإرث الذي تركه الجميل في الدفاع عن السيادة اللبنانية. هذا الاستذكار يأتي في سياق تغييرات كبرى شهدتها المنطقة، خاصة بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، الذي أدى إلى كسر النفوذ الإيراني والسوري في لبنان.

تغريدة رئيس الوزراء نواف سلام: دعوة للمصالحة

كما شارك رئيس الوزراء نواف سلام في استذكار الجميل عبر تغريدة نشرها على حسابه الرسمي على منصة X، حيث قال: “أكثر من أربعة عقود مرّت على اغتيال الرئيس بشير الجميّل … ويبقى شعاره لبنان ١٠٤٥٢ كم مربع. الإغتيالات السياسية هي نقيض الحرية والديمقراطية التي نطمح اليها. ولا خلاص للبنان من ماضيه الجريح إلا بالمصارحة والمصالحة التي تُنهي زمن الإنكار والعنف السياسي.” هذه التغريدة، التي حصدت تفاعلاً واسعاً، تبرز الدعوة إلى تجاوز الماضي من خلال الحوار والمصالحة، مع التركيز على شعار “10452” الذي يرمز إلى سيادة لبنان على كامل أراضيه دون تدخلات خارجية، وهو المشروع الذي سعى إليه بشير الجميل طوال حياته السياسية.

تغيير اللهجة السياسية واسترجاع مشروع لبنان الحر

يأتي هذا الاستذكار الرسمي في ظل تغيير ملحوظ في اللهجة السياسية اللبنانية، خاصة بعد سقوط نظام الأسد الذي كان يمثل عماداً للنفوذ السوري والإيراني في المنطقة. مع انتخاب جوزيف عون رئيساً في يناير 2025، وعين نواف سلام رئيساً للوزراء، بدأ لبنان في استرجاع مشروع “لبنان الحر والمستقل” الذي دافع عنه بشير الجميل. هذا المشروع، المعروف رمزياً بـ”10452 كم²”، يركز على استعادة السيادة الكاملة، طرد التدخلات الخارجية، وتوحيد اللبنانيين تحت راية الدولة المستقلة. بعد سنوات من السيطرة الإيرانية عبر حزب الله والتحالفات السورية، أدى سقوط الأسد إلى إضعاف “الأذرع الإيرانية”، مما فتح الباب أمام إصلاحات سياسية واقتصادية تهدف إلى بناء دولة حديثة، كما أكدت تصريحات الرئيس عون ورئيس الوزراء سلام.

غياب ذكر بشير الجميل في عهود الرؤساء السابقين: رسالة التغيير

نقطة مهمة تبرز في هذا السياق هي الغياب شبه التام لأي ذكر لبشير الجميل من قبل الرؤساء السابقين قبل عهد جوزيف عون. على سبيل المثال، خلال رئاسة ميشال عون (2016-2022)، الذي كان حليفاً وثيقاً لسوريا وحزب الله، لم يتم الإشارة إلى الجميل في المناسبات الرسمية، رغم أهميته التاريخية. هذا الغياب يعكس التحالفات السياسية السابقة التي كانت تخضع للنفوذ السوري، الذي كان مسؤولاً عن اغتيال الجميل في 1982. في هذا الاستذكار اليوم، يحمل الرئيس جوزيف عون رسالة واضحة: تغيير المسار اللبناني بعد سقوط نظام الأسد، مع التركيز على كسر السيطرة الإيرانية التي كانت تتحكم في القرارات السياسية لسنوات. هذا التحول يمثل بداية عصر جديد يسعى إلى المصالحة الوطنية واستعادة السيادة، مستلهماً إرث بشير الجميل كرمز للمقاومة والاستقلال.

يبقى بشير الجميل، بعد أكثر من أربعة عقود، مصدر إلهام للبنانيين الذين يطمحون إلى دولة حرة وسيدة، ويأتي استذكاره اليوم كخطوة نحو شفاء الجراح الوطنية وإعادة بناء لبنان على أسس الوحدة والاستقلال.

Join Whatsapp