توغل بري إسرائيلي محدود في الجنوب اللبناني: تصعيد جديد يلوح في الأفق
وكالة أسنا للأخبار ASNA – تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية توترات متصاعدة مع اقتراب تنفيذ عملية عسكرية برية محدودة من قبل إسرائيل في جنوب لبنان. وفقًا لتقارير من واشنطن بوست ومسؤولين أمريكيين، فإن إسرائيل قد أبلغت الولايات المتحدة بتوافق خططها مع واشنطن، حيث تم تقليص العملية العسكرية لتقتصر على تدمير منصات إطلاق الصواريخ التابعة لحزب الله بدلاً من غزو واسع النطاق.
توغل محدود وتحضيرات لعملية أكبر
فيما نقلت رويترز والجزيرة عن مسؤولين أمريكيين أن قوات خاصة إسرائيلية قامت بعمليات توغل محدودة في الجنوب اللبناني، بهدف استطلاع الأوضاع وتحضير الظروف للمرحلة المقبلة. تؤكد التقارير أن هذه العمليات جاءت تمهيدًا لمناورات برية متوقعة، تستهدف القرى الحدودية التي تعتبر مراكز أساسية لحزب الله. يأتي هذا في وقت أشار فيه مسؤولون أمريكيون إلى أن إسرائيل تستعد لتدمير البنية التحتية لحزب الله بالقرب من الحدود ثم الانسحاب بعد إتمام المهمة.
تفاهمات أمريكية إسرائيلية
أوضحت تقارير من نيويورك تايمز وفايننشال تايمز أن واشنطن وتل أبيب قد تفاهمتا على ضرورة الحد من نطاق ومدى العملية، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تسعى لتجنب تكرار السيناريو العسكري الذي حدث في غزة على الساحة اللبنانية. تخشى واشنطن أن تتحول العملية إلى احتلال طويل الأمد للمنطقة الحدودية في جنوب لبنان، وهو ما قد يؤدي إلى مزيد من التوترات الإقليمية.
في هذا الإطار، قالت نيويورك تايمز إن جنود الاحتياط الإسرائيليين يتجمعون في نقاط شمال إسرائيل استعدادًا لتنفيذ مناورة برية محتملة، بينما أضافت مصادر أمريكية أن الحشود العسكرية الإسرائيلية لم تُعزز بعد بتشكيلات واضحة، لكن الوضع يشير إلى أن التوغل قد يكون وشيكًا.
مخاوف دولية وتصريحات بايدن
في خضم هذه التطورات، دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى التوصل فورًا إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، مؤكدًا أنه على علم بالتقارير حول التوغل البري الإسرائيلي المرتقب في لبنان. وقال بايدن إنه سيكون مرتاحًا إذا توقفت العمليات العسكرية، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تواصل مناقشاتها مع إسرائيل لفهم خطواتها المقبلة وضمان ألا يؤدي التوغل إلى تصعيد واسع النطاق.
تعزيزات أمريكية في المنطقة
أكد البنتاغون أنه يتابع عن كثب التطورات في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أنه تم اتخاذ إجراءات لتعزيز القوات الأمريكية في المنطقة، بما في ذلك تمديد مهام بعض الوحدات ونشر قوات إضافية. وتهدف هذه الإجراءات إلى ردع الأعمال العدوانية وتخفيف مخاطر اندلاع حرب إقليمية أوسع.
كما أكد البنتاغون أن وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، يتابع عن كثب أي تحركات إسرائيلية في الشرق الأوسط، مشددًا على أن أي عملية إسرائيلية قد تخلف تداعيات على القوات الأمريكية المنتشرة في المنطقة.
مع تزايد التوترات وتقدم القوات الإسرائيلية نحو الحدود اللبنانية، يبقى الوضع مفتوحًا على جميع الاحتمالات. فيما تستمر المحاولات الدبلوماسية لاحتواء التصعيد، فإن التوغل البري الإسرائيلي المحدود قد يشكل اختبارًا جديدًا للاستقرار الهش في المنطقة.