سيمون ابو فاضل

لقاء صدفة أعاد الجرح القديم… أبو فاضل: والدي رحل وبقي اسمه مرادفًا للأستاذ

بكلماتٍ تختصر الوجع الإنساني والحنين الأبدي، دوّن الكاتب والمحلل السياسي سيمون أبو فاضل تغريدةً مؤثرة استعاد فيها لحظة مؤلمة من حياته، حين تذكّر والده الراحل الأستاذ شاهين أبو فاضل، المربّي والأديب وعريف احتفال ذكرى شهداء أيار، الذي توفّي في حادث سير ليلة من ليالي أيلول عام 1979.

كتب أبو فاضل يقول:

“دخلت منذ عدة أشهر إلى أحد الأمكنة فالتقيت صدفة برجل راح يحادثني وكأنه يعرفني. سألته عن اسمه فأجابني بحزن بأن والدي كان أستاذه وأستاذ شقيقه، ثم قال لي: لا تزعل، لكن شقيقي هو من كان يقود السيارة في الحادث الذي أدى إلى وفاة والدك… فقلت له: الله يسامحه. تجمّد الدمع في عينيّ وغادرت موجوعًا، أستعيد وجوه تلك الليلة الظالمة من آخر أيلول 1979.”

ويتابع أبو فاضل في نصّه الإنساني الصادق:

“توفي والدي الأستاذ شاهين عن عمر 56 عامًا، تاركًا عائلة من ستة أبناء وأرملة فاضلة أصيبت في الحادث مع أخواتي البنات بكسور وجراح جسدية ومعنوية. خسارة كبيرة وأليمة.”

ورغم مرور العقود، فإن الحنين لم يخفت، بل ازدادت قيمته مع الأيام، إذ يقول:

“يعزّيني أحيانًا ترحّم طلابه عليه، وذكرهم له بالخير والعلم والأدب والإنسانية. ويفرحني عندما يقول لي من ألتقيهم: ‘أنت ابن الأستاذ، الله يرحمه’، لأن عبارة ‘أستاذ’ مرادفة لاسم شاهين المربي.”

ويختم جوزيف أبو فاضل بكلمات تختصر فلسفة الفقد والذاكرة:

“رحم الله موتى الجميع، فالموت وإن كان حقًا، يبقى جرحًا له أثر دائم في القلب والعقل.”

إنها شهادة وفاء من ابن بارّ، تفيض بالمحبة، والاعتراف بفضل الأب المربّي، والتمسّك بإرثٍ أخلاقي وإنساني يورّثه الزمن ولا يُمحى من الذاكرة.

Join Whatsapp