الشاعر الزجلي غسان مارون

نبذة عن حياة وأعمال الشاعر الزجلي غسان مارون ١٩٤٠ – ٢٠١١

حياته المبكرة والتعليم

وُلد غسان مارون في قرية كفرشلي التابعة لبلدة ميفوق في قضاء جبيل، لبنان عام 1940. قضى طفولته في بلدته، وتلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة رسمية في بلدة عمشيت، ثم أكمل دراسته التكميلية والثانوية في مدارس بيروت المرموقة مثل “المخلص” وثانوية “ابن سينا”.

بداياته الشعرية

ظهر نبوغه الشعري في سن مبكرة، حيث اعتلى المنبر الزجلي لأول مرة في ميفوق عام 1956 وهو في السادسة عشرة من عمره، ضمن جوقة لبنان برئاسة الشاعر أحمد شعيب. بدأ بنشر قصائده الغزلية في مجلة “صوت الشاعر” مع أصدقائه مثل روبير خوري وسبع خوري وجان مخلوف، حيث شكلوا معاً حلقة أدبية تهتم بالشعر والصداقة والمعرفة.

مسيرته المهنية والأدبية

  • المهنة: عمل في مجال التعليم بدءاً من عام 1960.
  • الإنتاج الأدبي: أصدر أول كتبه بعنوان “الشاعر الباكي” عام 1959، ثم تبعه بكتاب “نهدات” عام 1978. تميزت قصائده بالعاطفة الجياشة والارتباط بالطبيعة والوطن، كما عبّر عن الحنين والألم في كثير من أعماله.
  • الجوقات الزجلية: ترأس جوقة الجبل عام 1973، ثم انضم لاحقاً إلى جوقة نسر الجبل برئاسة الشاعر جورج كرم. كما شارك في حوارات شعرية مع كبار الشعراء مثل أسبر الحشاش ويوسف شلهوب.

الهجرة إلى كندا

في منتصف الثمانينيات، هاجر غسان مارون مع عائلته إلى كندا، حيث حصل على الجنسية الكندية. هناك، انضم إلى جوقة “المهاجر” الزجلية مع الشاعر جورج نهرا والشاعر جان كرم، واستمر في إحياء الحفلات الشعرية بين أفراد الجالية اللبنانية.

وفاته وإرثه

تُوفي غسان مارون في كندا عام 2011، وأقيم له قداس جناز في دير سيدة ميفوق. ترك إرثاً أدبياً غنياً وشهد له معاصروه بالموهبة الفذة، حيث وصفه روبير خوري بأنه “شاعر يحس فيشعر ويغني فيطرب ويبكي”. كما أشاد به الأستاذ جان العود في مقدمة كتاب “الشاعر الباكي” قائلاً: “كتب كلماته من عصارة فكره ودمائه، فما قال حرفاً إلا وكان وليد القلب والروح”.

أعماله البارزة

  1. “الشاعر الباكي” (1959): كتاب شعري يعكس مشاعر الحب والألم والحنين، ويصور لوحات من القلب بألوان الجمال.
  2. “نهدات” (1978): ديوان شعري يمتزج فيه الجنون بالجمال، ويتناول موضوعات مثل المرأة والحياة والأسرار الليلية.

تكريمه

كُرم غسان مارون بعد وفاته عبر إصدار عدد خاص من مجلة “صوت الشاعر” بمناسبة مرور عشر سنوات على رحيله، حيث سلط الضوء على إسهاماته في الشعر الزجلي اللبناني. كما وصفه الشاعر إميل نون في كلمة رثاء بأنه “شاعر من بلادي، رافق حقبة من مسيرة الشعر الزجلي وأسمعنا إياه عبر الأثير”.

يظل غسان مارون أحد أبرز شعراء الزجل اللبنانيين الذين جمعوا بين الأصالة والحداثة، وتركوا بصمة واضحة في الأدب الشعبي اللبناني.

Join Whatsapp