ايطو شمال لبنان غارة احمد الفقيه

في تطور خطير للصراع المستمر بين إسرائيل وحزب الله، شنت القوات الإسرائيلية غارة جوية استهدفت بلدة أيطو الواقعة في شمال لبنان، ما أسفر عن مقتل 21 شخصًا وإصابة ثمانية آخرين، بحسب وزارة الصحة اللبنانية. البلدة التي تضم أغلبية مسيحية تعرضت لهذه الغارة بعد أن كانت ملجأً لعائلات نازحة استأجرت منزلًا في البلدة، وفقًا لما صرح به رئيس البلدية جوزيف طراد لوكالة رويترز.

الضربة الإسرائيلية هذه جاءت في إطار توسيع العمليات العسكرية التي كانت تتركز سابقًا في جنوب لبنان ووادي البقاع وضواحي بيروت. فرق الإنقاذ هرعت إلى موقع الغارة للبحث بين الأنقاض، حيث كانت السيارات المحترقة والأشجار المدمرة تعكس حجم الدمار الذي خلفته الضربة الجوية.

تأتي هذه الغارة وسط تصاعد حدة الصراع بين إسرائيل وحزب الله، حيث اتخذت إسرائيل مؤخرًا خطوات إضافية في حربها ضد الجماعة المسلحة المدعومة من إيران، مع تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الهجمات على حزب الله ستستمر “بدون رحمة، في كل مكان في لبنان، بما في ذلك بيروت.” في الوقت نفسه، يعيش ملايين الإسرائيليين تحت وطأة القصف الصاروخي من الجانب اللبناني، مما دفعهم إلى اللجوء للملاجئ.

إسرائيل أمرت أيضًا بإخلاء سكان 25 قرية جنوبية لبنانية باتجاه الشمال، بعيدًا عن مناطق الصراع القريبة من الحدود. وتزامن هذا التصعيد مع استهداف حزب الله للقوات الإسرائيلية بطائرات مسيرة، مما أدى إلى مقتل أربعة جنود إسرائيليين يوم الأحد الماضي، وفقًا لتقارير من الجانبين.

وفيما يتعلق بتأثير الصراع على المدنيين، فإن عدد القتلى في لبنان جراء الغارات الإسرائيلية خلال العام الماضي تجاوز 2300 شخص، مع تزايد الأعداد منذ أواخر سبتمبر عندما وسعت إسرائيل عملياتها العسكرية. الحكومة اللبنانية تندد بالخسائر البشرية الكبيرة دون تمييز بين المدنيين والمقاتلين، في حين تؤكد إسرائيل أن عملياتها تهدف إلى ضمان عودة عشرات الآلاف من النازحين إلى ديارهم في شمال إسرائيل.

من جهة أخرى، تتصاعد التوترات بين القوات الإسرائيلية وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة “اليونيفيل”، حيث شهدت تقارير دخول دبابات إسرائيلية إلى إحدى قواعد اليونيفيل، مما زاد من تعقيد الموقف. إسرائيل نفت أي نية لاستهداف القوات الدولية، معتبرة أن حزب الله يستخدم مواقع اليونيفيل كغطاء لشن هجماته.

الصراع الحالي لم يؤثر فقط على لبنان وإسرائيل، بل زاد من المخاوف الدولية، حيث قامت الولايات المتحدة بنشر أنظمة مضادة للصواريخ في إسرائيل وأوصت مواطنيها بمغادرة لبنان فورًا.

أصبحت أيطو البلدة في شمال لبنان أصبحت رمزًا آخر للدمار والمعاناة التي يعيشها المدنيون في ظل تصاعد الحرب.

Join Whatsapp