تشويش انتخابي عبر “إنستغرام” يلهب معركة الانتخابات في عمشيت: هوية صاحب الصفحة المسيئة كُشفت والدعوى القضائية بدأت
عمشيت – قبل أسابيع قليلة من موعد الانتخابات البلدية، تعيش بلدة عمشيت في قضاء جبيل على وقع معركة انتخابية ساخنة تتصاعد فيها التوترات يومًا بعد يوم، خصوصًا بعد دخول “الحرب الرقمية” على الخط. فقد أطلق أحد الأشخاص صفحة على موقع “إنستغرام” تحت اسم @amchit.news، وبدأ من خلالها حملة إلكترونية شملت إساءات وتلميحات تشهيرية بحق عدد من المرشحين إلى المجلس البلدي والمخترة.
المنشورات التي انتشرت بسرعة وأثارت موجة استياء واسعة بين الأهالي، استخدمت عبارات مسيئة واتهامات مباشرة وغير مباشرة طالت سمعة عدد من المرشحين، ما اعتبره كثيرون تشويشًا انتخابيًا منظّمًا يهدف إلى التأثير على خيارات الناخبين وتشويه صورة بعض الأسماء البارزة. وازدادت حساسية الموقف نظرًا للتنافس الشديد بين لائحتين رئيسيتين في البلدة: لائحة الدكتور أنطوان عيسى، ولائحة الدكتور جوزيف الخوري.
وفي تطور لافت، نشرت صفحة news.lb المحلية خبرًا أكدت فيه كشف هوية الشخص الذي يقف خلف الصفحة المثيرة للجدل، ليتبين أنه نجل أحد المرشحين إلى المنصب الاختياري في البلدة. وأضافت الصفحة:
“نرجو من الجميع الالتزام بالمساواة والاحترام بين جميع المرشحين، وتجنب أي تعرض أو إساءة للآخرين. وكما أصبح معلومًا، الشخص المتضرر تقدم اليوم بدعوى قضائية ضد هذه الصفحة والشخص المعني، والقانون سيأخذ مجراه ابتداءً من يوم الغد.”
هذا التطور فتح الباب واسعًا أمام تدخل القضاء، خصوصًا بعد أن وصلت الأمور إلى التشهير العلني واتهامات قد تُفسر على أنها تحريضية، في ظل عدم وجود أي موقف رسمي حتى الآن من الجهات المختصة أو من اللائحتين المعنيتين.
ويرى مراقبون أن هذا النوع من الحملات على وسائل التواصل الاجتماعي يمثل خطرًا على مصداقية العملية الانتخابية وسلامتها، مطالبين بضرورة تنظيم الفضاء الرقمي، خصوصًا في فترات الاستحقاقات الديمقراطية، بما يحمي كرامة المرشحين ويضمن التنافس الشريف.
ويبقى السؤال الأساسي: هل سيتمكن القضاء من لجم هذا التفلّت الإعلامي؟ وهل ينجح الناخبون في عمشيت بالاحتكام إلى الضمير والعقل وسط هذا الضجيج الانتخابي؟