سلاح حزب الله، المفاوضات الأميركية – الإيرانية، ومشروع إنقاذ صناعي جنوبي
وكالة أسنا للأخبار ASNA – واشنطن
المشهد الإقليمي: مفاوضات على مفترق طرق
تشير مصادر سياسية خاصة في واشنطن إلى أن مفاوضات حساسة تجري بين الولايات المتحدة وإيران، يُتوقّع أن تُحسم خلال منتصف الشهر المقبل. هذه المفاوضات تحمل في طياتها ملفّات إقليمية عدة، أبرزها مصير سلاح حزب الله في لبنان.
وبحسب توقعات المراقبين، فإن الإيرانيين قد يطلبون من حزب الله تقديم تنازلات متعلقة بسلاحه، في إطار صفقة شاملة مع واشنطن. نجاح هذه المفاوضات قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الاستقرار النسبي، فيما فشلها سيقود إلى تصعيد عسكري أوسع، يشمل مواجهة مفتوحة بين إسرائيل وإيران مع احتمال دخول الولايات المتحدة مباشرة على خط النار.
سوريا والنظام الفيدرالي كخلفية للصراع
إلى جانب الملف اللبناني، تبرز سوريا كساحة أخرى للنقاشات. فبينما يرفض المجتمع الدولي سيناريو تقسيم سوريا، بدأ يتبلور قبول تدريجي لفكرة النظام الفيدرالي كخيار يضمن التوازن بين المكوّنات ويحدّ من النزاعات.
هذا الطرح ينعكس على لبنان أيضاً، حيث يُطرح النظام الفيدرالي كضمانة لاستقرار داخلي. غير أن رفض بعض الأطراف لهذه الفكرة قد يعني استمرار الحروب والصراعات الداخلية والإقليمية.
سلاح حزب الله بين المفاوضات والميدان
- في حال نجاح التسوية: قد يُدمج سلاح الحزب تدريجياً ضمن مؤسسات الدولة اللبنانية، أو يوضع تحت رقابة دولية، ما يمنح الجنوب استقراراً أمنياً يمهّد لمشاريع إنمائية.
- في حال الفشل: يبقى السلاح أداة مواجهة إيرانية – إسرائيلية على الأرض اللبنانية، ما يعني استمرار التوتر وغياب أي أفق اقتصادي حقيقي للجنوب.
المخطط الصناعي على الحدود: فرصة إنقاذ للجنوب
بالتوازي مع هذه المفاوضات، يجري الحديث عن مشروع لإنعاش منطقة صناعية حدودية بين لبنان وإسرائيل، يمكن أن تتحوّل إلى نموذج اقتصادي فريد في حال تأمين الضمانات الأمنية.
أهداف المشروع:
- خلق فرص عمل لآلاف الشباب الجنوبيين، ما يحدّ من البطالة والهجرة.
- تطوير الصناعات الخفيفة والزراعة الحديثة وربطها بالأسواق الإقليمية.
- تأمين عائدات مالية للدولة اللبنانية عبر الضرائب والرسوم.
- تحويل الجنوب من ساحة صراع إلى منطقة جذب استثماري وسياحي.
التحديات والعراقيل
- خشية بعض القوى اللبنانية من أن يؤدي التخلي عن السلاح إلى فقدان النفوذ السياسي.
- القلق الإسرائيلي من إمكانية استخدام أي بنية تحتية صناعية كغطاء عسكري.
- الانقسام الداخلي اللبناني الذي يعرقل عادةً أي مشروع وطني مشترك.
خلاصة المشهد
لبنان، ولا سيما الجنوب، يقف أمام منعطف تاريخي. فإما أن تنجح المفاوضات الأميركية – الإيرانية في إنتاج تسوية تجعل من سلاح حزب الله جزءاً من الحل، وتفتح الباب أمام مشروع صناعي – اقتصادي يعيد الحياة للمنطقة الحدودية؛ وإما أن تفشل هذه الجهود، فيبقى الجنوب رهينة الحروب ومسرحاً لصراعات إقليمية لا نهاية لها.