أسباب تأييد جيران باسيل لوصول جعجع إلى الرئاسة
شهدت الساحة السياسية اللبنانية تحولات جذرية في المرحلة الأخيرة، تمثّلت في إعادة تشكيل التحالفات السياسية وإعادة طرح الأسماء الرئاسية في ظل أزمات داخلية وإقليمية. وسط هذا المشهد، برزت علاقة متوترة بين النائب جبران باسيل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، حيث دفع الانسداد السياسي باسيل إلى محاولة التنسيق مع جعجع رغم العداء التاريخي بين الطرفين.
محاولات باسيل للتأثير على المعادلة الرئاسية
تعامل باسيل مع جعجع بنظرة متعالية، إذ اعتبره أداة يمكن استخدامها لعرقلة وصول قائد الجيش جوزيف عون إلى الرئاسة.
بعد فشل محاولاته مع الأطراف المختلفة، بما فيها حزب الله، تواصل باسيل مع جعجع كمحاولة أخيرة، ما يعكس حالة من التخبط واليأس السياسي.
استنزف باسيل كل خياراته لتعطيل وصول شخصيات معينة إلى بعبدا، لاسيما قائد الجيش، مما اضطره للجوء إلى جعجع الذي كان يعتبره سابقًا خصمًا سياسيًا شرسًا.
عوامل ساهمت في إزالة الحواجز أمام جعجع
- تراجع النفوذ السوري: انتهاء النفوذ السوري المباشر في لبنان أزال إحدى العقبات الكبرى أمام ترشح جعجع.
- توقيع حزب الله على اتفاقيات دولية: مثل الالتزام بالقرار 1701، ما أدى إلى تغيير في أولويات الحزب داخليًا وخارجيًا.
- فشل خيارات المرشحين البدلاء: انتهاء ترشيح شخصيات مثل ميشال معوض وجهاد أزعور أفسح المجال أمام جعجع ليعيد طرح اسمه كمرشح قوي.
جعجع بين القوة والواقعية السياسية
يستند جعجع إلى تطورات إقليمية ودولية أضعفت قدرة حزب الله على فرض رئيس مقرّب من إيران وسوريا، خصوصًا في ظل التغيرات الجيوسياسية والحرب الأخيرة في غزة.
جعجع يمثل اليوم قوة رئيسية في الشارع المسيحي، بعد تقلص نفوذ التيار الوطني الحر وتراجع شعبية باسيل إثر انسحاب نواب من كتلته.
تناقضات باسيل وموقفه من جعجع
باسيل الذي روّج سابقًا لفكرة “الرئيس القوي”، أصبح اليوم مقتنعًا بضرورة انتخاب رئيس وسطي لضمان نفوذه السياسي.
موقف باسيل المتردد يعكس مخاوفه من وصول جعجع إلى الرئاسة، إذ يعتبره تهديدًا مباشرًا لنفوذ التيار الوطني الحر، خاصة وأن القوات اللبنانية كانت خصمًا رئيسيًا لسياسات عون وباسيل.
محاولات باسيل لعرقلة وصول شخصيات معينة إلى بعبدا، لاسيما قائد الجيش، كشفت عن حالة من التخبط السياسي. وفي المقابل، يعكس طرح جعجع لنفسه كمرشح رئاسي قوة شعبية وسياسية متجددة، ما جعله خيارًا طبيعيًا في ظل المتغيرات الراهنة. يبقى السؤال: هل ستتمكن التحالفات الجديدة من تجاوز الانقسامات التقليدية واختيار رئيس يمثل تطلعات اللبنانيين في ظل التحولات الإقليمية والدولية؟