علي بزّي – وكالة أسنا للأخبار ASNA
ديربورن، ميشيغان – 31 أكتوبر 2025
أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) اليوم الجمعة عن إحباط مخطط إرهابي مستوحى من تنظيم “داعش” كان يستهدف منطقة ديترويت الكبرى، وتحديداً مدينتي ديربورن وإنكستر، خلال عطلة نهاية الأسبوع الموافقة لعيد الهالوين.
وأكد مدير الـ FBI، كاش باتيل، في تغريدة على منصة “إكس” (تويتر سابقاً) أن العملاء الفيدراليين اعتقلوا خمسة أشخاص، جميعهم في أعمار تتراوح بين 16 و20 عاماً، في عملية مشتركة مع شرطة ولاية ميشيغان. ووصف باتيل المخطط بأنه “هجوم عنيف” كان يهدف إلى استهداف تجمعات مدنية، خاصة الأطفال أثناء احتفالهم بـ”الترويك أور تريت” (Trick-or-Treat).
تفاصيل العملية والمعتقلين
تم تنفيذ المداهمات في ساعات الفجر الأولى على ثلاثة مواقع:
- منزلان في شارع هورغر وشارع ميدلبوينت بمدينة ديربورن.
- وحدة تخزين في شارع ميشيغان أفينيو بمدينة إنكستر المجاورة.
وأفادت مصادر أمنية بأن أحد المعتقلين قاصر (دون 18 عاماً)، وأن التحقيق بدأ منذ أشهر بعد رصد محادثات مشبوهة في غرفة دردشة إلكترونية، حيث تسلل عميل سري تابع للـ FBI إلى المجموعة.
وكشفت التحقيقات الأولية أن المشتبه بهم كانوا يستخدمون عبارة “يوم اليقطين” كرمز لعيد الهالوين، مما أثار مخاوف السلطات من اقتراب موعد التنفيذ، فتم التحرك الفوري لإحباط العملية.
ردود الفعل الرسمية
أكدت شرطة ديربورن وإنكستر عدم وجود أي تهديد حالي للسلامة العامة، وحثت السكان على الاستمتاع باحتفالات الهالوين كالمعتاد. وفي بيان مشترك، قالت الشرطتان:
“نثمن التعاون مع الـ FBI، ونؤكد أن المجتمع آمن تماماً.”
من جانبها، أشادت حاكمة ولاية ميشيغان، غريتشن ويتمر، بالعمل السريع للأجهزة الأمنية، وقالت في تصريح:
“بفضل يقظة رجال الأمن، سيحظى أطفال ميشيغان بليلة هالوين آمنة وسعيدة.”
كما أكدت المدعية العامة للولاية، دانا نيسل، أن مكتبها يتابع التطورات بالتنسيق مع الـ FBI.
سياق أوسع: ديربورن تحت المجهر
تُعد ديربورن، التي تضم أكبر تجمع للأمريكيين من أصل عربي في الولايات المتحدة، بؤرة متكررة للتحقيقات الأمنية المتعلقة بالتطرف.
ففي مايو 2025، أُلقي القبض على جندي سابق في الحرس الوطني من مدينة ميلفينديل المجاورة بتهمة التخطيط لهجوم على قاعدة عسكرية في وارن.
وفي 2023، حُكم على إبراهيم موسيبلي، وهو من سكان ديربورن، بالسجن مدى الحياة لدعمه تنظيم داعش.
ردود فعل المجتمع والتوترات السياسية
انتشرت أنباء الاعتقالات بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث حصد منشور مدير الـ FBI أكثر من 51 ألف إعجاب.
لكن التعليقات تنوعت بين الإشادة بالأجهزة الأمنية، والتشكيك في رواية الحدث، حيث وصفه البعض بـ”عملية مفبركة” مرتبطة بالنائبة الديمقراطية رشيدة طليب، التي تمثل الدائرة التي تشمل ديربورن.
من جانبه، دعا مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR) إلى ضبط النفس في التغطية الإعلامية، محذراً من “تعميم الاتهامات على مجتمع بأكمله بناءً على أفعال أفراد”.
التحقيق مستمر
لا تزال التحقيقات جارية، ولم يُكشف بعد عن طبيعة الأسلحة أو الوسائل التي كان المشتبه بهم يخططون لاستخدامها. وأكدت السلطات أن لا إصابات أو أضرار وقعت، وأن العملية نجحت في منع أي هجوم محتمل.
مراسلنا في ديربورن – علي بزّي وكالة أسنا للأخبار ASNA



