من دلال إلى كارمن وجيزيل... نساء زياد بين الإلهام والهروب

النساء في حياة زياد الرحباني: حب، فن، وملهمات خلف الكواليس

لطالما شكّل زياد الرحباني حالة فنية فريدة في العالم العربي، ليس فقط بفضل موسيقاه ومسرحه السياسي، بل أيضاً من خلال حياته الشخصية الغامضة والمثيرة للفضول. فكما كانت أعماله انعكاساً لحساسيته الاجتماعية والفكرية، كانت علاقاته العاطفية مرآة لتقلباته النفسية وتمرّده على المفاهيم التقليدية للحب والزواج. وبين النساء اللواتي مررن في حياته، برزت أربع أسماء بشكل خاص: دلال كرم، كارمن لبّس، رولا يموت، وجيزيل خوري.

دلال كرم: بداية الرحلة

كانت دلال كرم الزوجة الوحيدة المعلنة في حياة زياد الرحباني. تزوجا في فترة مبكرة من شبابهما، وأنجبا ابنهما الوحيد عاصي، الذي حمل اسم جدّه المؤسس. لكن العلاقة لم تدم، وانفصلا في وقت لاحق بعد خلافات شخصية، بقيت تفاصيلها طي الكتمان. انعكست هذه التجربة لاحقاً في أعمال زياد بنبرة سخرية مريرة تجاه مؤسسة الزواج، وكأنها شكلت لحظة مفصلية في رؤيته العاطفية.

كارمن لبّس: الحب الذي طال ولم يكتمل

من بين كل علاقاته، كانت علاقة زياد الرحباني بالممثلة اللبنانية كارمن لبّس الأوضح والأطول عمراً. دامت علاقتهما قرابة 15 عاماً، وكانت مليئة بالشغف والتحديات. لم يتزوجا، لكن كارمن كانت حاضرة في حياته الفنية والشخصية، بل أدّت أدواراً بارزة في بعض أعماله. صرّحت كارمن لاحقاً: “أحببته كثيراً، لكن علاقتنا كانت صعبة، وهو ليس شخصاً سهلاً.”
انتهت العلاقة، لكنها بقيت واحدة من أبرز محطات زياد العاطفية التي ظلّت تثير اهتمام الإعلام والجمهور.

رولا يموت: الصحفية التي أسرته فكرياً

اسم آخر تردّد كثيراً في أوساط الصحافة الفنية، وهو رولا يموت، الصحفية التي كانت تعمل في جريدة “الأخبار”. جمعتهما علاقة عاطفية لعدة سنوات، لم تُخفى عن الوسط الثقافي، لكنها لم تصل إلى الزواج. ظهرت رولا في حياة زياد في مرحلة كان فيها أكثر انفتاحاً على الإعلام، ويُقال إنها لعبت دوراً في استقراره النسبي خلال تلك الفترة.

جيزيل خوري: ما بين العاطفة والفكر

الإعلامية الراحلة جيزيل خوري، أرملة الكاتب والصحفي سمير قصير، شكّلت حالة خاصة في حياة زياد. لم يُعلَن عن علاقتهما رسمياً، لكن ظهورهما المتكرر وصداقتهما العميقة أثارا الكثير من التساؤلات. البعض وصف العلاقة بأنها فكرية أكثر من كونها عاطفية، بينما أشارت مصادر أخرى إلى أنها كانت علاقة حب لم تُكتب لها الاستمرارية. ومع رحيل جيزيل، بقيت القصة في طي الغموض، كما أرادها زياد على الأرجح.

بين الفن والحب: معارك داخلية

النساء في حياة زياد لم يكنّ مجرد شريكات عاطفة، بل ملهمات وصاحبات حضور في أعماله، سواء علناً أو ضمنياً. ظل زياد يهرب من “المؤسسة الزوجية” كما عبّر أكثر من مرة، مفضّلاً الحرية والعلاقات التي لا تُقيّده، رغم ما خلّفته من ندوب واضحة في نصوصه وألحانه.

تداخلت السيرة الشخصية في حياة زياد الرحباني، مع الإبداع الفني بشكل يصعب فصله. نساؤه كنّ مزيجاً من الحب، الفقد، الإلهام، والخذلان. ورغم كل ما كُتب وقيل، يبقى زياد واحداً من أولئك القلائل الذين يحتفظون بأسرارهم، حتى وهم يبوحون بها على المسرح.

Join Whatsapp