"ترامب حي.. والشائعات حول وفاته مجرد هراء سياسي!"

شائعات وفاة ترامب: قراءة في خلفياتها السياسية

في الأيام الماضية، أثارت شائعات وفاة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عاصفة إعلامية وسياسية، بعد غيابه عن المشهد العام لأربعة أيام متتالية. وبينما تناقلت منصات التواصل الاجتماعي صورًا وتعليقات تربط حالته الصحية المتدهورة بغياب متعمد، جاء ظهوره الأخير في جولة غولف بفرجينيا ليؤكد أن تلك الشائعات كانت مجرد مبالغة أو توظيف سياسي أكثر من كونها حقيقة.

غياب قصير.. وصخب طويل

غياب ترامب عن أي نشاط علني لعدة أيام ترافق مع صور التقطت له سابقًا وهو يعاني من تورم في الكاحلين وكدمات في اليدين وصعوبة في المشي، ما دفع البعض إلى بناء رواية كاملة حول وفاته أو دخوله مرحلة حرجة صحيًا. عامل إضافي ساعد على تأجيج هذه الشائعات تمثل في تصريحات نائبه ج.د. فانس الذي أبدى استعداده لتولي المسؤولية في حال “وقوع مأساة”، رغم تأكيده أن ترامب يتمتع بصحة جيدة.

البعد السياسي للشائعات

لا يمكن فصل هذه الموجة عن السياق السياسي الأميركي. فترامب البالغ من العمر 79 عامًا، لا يزال المرشح الأبرز داخل الحزب الجمهوري، وخصومه يراهنون على تراجع حالته الصحية كعامل يضعف قدرته على الاستمرار. في المقابل، يعتمد أنصاره على إظهاره في المناسبات العامة كرمز للقوة والتحدي، حتى وإن بدت عليه علامات التقدم في العمر.

الإعلام بين التضخيم والسبق

ما حدث يعكس أيضًا الدور المثير للجدل الذي تلعبه وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في صناعة الخبر السياسي. فمجرد ثغرة في جدول ترامب العلني أو صورة غير واضحة كانت كافية لتفجير عاصفة من التكهنات، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول مدى التزام المؤسسات الإعلامية بالدقة مقابل سعيها للسبق والانتشار.

شائعات وفاة ترامب لم تكن مجرد أخبار كاذبة، بل مؤشر على حساسية المرحلة السياسية التي تعيشها الولايات المتحدة. فكل تفصيل صحي أو غياب قصير لترامب يتحول إلى مادة للجدل السياسي والإعلامي، بما يعكس حجم الانقسام الأميركي حول شخصه ومستقبل دوره. ظهوره الأخير قد بدّد الشائعات، لكنه لم يبدد حقيقة أن صحته ستظل ورقة صراع بين مؤيديه وخصومه حتى إشعار آخر.

Join Whatsapp