وكالة أسنا للأخبار
بقلم: ليلى ناصر
حماس تفتح الباب أمام خطة ترمب: قبول مشروط وتحولات في لغة الخطاب
في خطوة وُصفت بالمفصلية، أعلنت حركة حماس تسليم ردها إلى الوسطاء حول خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لوقف الحرب في غزة، مؤكدة موافقتها المبدئية على بنود رئيسية أبرزها الإفراج عن الأسرى والدخول في مفاوضات عاجلة لمناقشة التفاصيل.
ورغم أن الحركة حرصت على التأكيد بأن مستقبل قطاع غزة وقضايا السلاح والإدارة السياسية يجب أن تُناقش في إطار وطني فلسطيني جامع، إلا أن خطابها حمل لغة أكثر مرونة مقارنة بالمواقف السابقة. القيادي موسى أبو مرزوق أوضح أن الأولوية “لوقف الحرب والمجازر”، مشددًا على أن التنفيذ يحتاج إلى تفاوض معمّق وأن تسليم السلاح سيكون فقط “للدولة الفلسطينية القادمة”.
رد ترمب: “فرصة لسلام دائم”
الرئيس الأميركي دونالد ترمب سارع إلى نشر بيان حماس عبر منصاته، معتبرًا أن الحركة “مستعدة لسلام دائم”، وداعيًا إسرائيل إلى وقف القصف فورًا لتسهيل إخراج الرهائن. ترمب وصف هذا التطور بأنه “يوم مميز وعظيم”، مشيرًا إلى أنه لا يتعلق بغزة وحدها، بل بـ”السلام الذي طال انتظاره في الشرق الأوسط”.
البيت الأبيض أكد أن واشنطن بدأت بالفعل نقاشات تفصيلية مع الأطراف المعنية، فيما شكر ترمب دولاً عدة بينها قطر ومصر وتركيا والسعودية والأردن على جهودها.
ارتياح عربي ودولي
قطر رحبت بإعلان حماس واعتبرته فرصة لإطلاق عملية تبادل شاملة للأسرى، مؤكدة تنسيقها مع مصر والولايات المتحدة لمتابعة النقاشات. الخارجية المصرية أثنت على موقف الحركة ودعت إلى تحمّل كافة الأطراف مسؤولياتها لتنفيذ الخطة.
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أعرب عن ارتياحه، داعيًا الجميع إلى “اغتنام الفرصة لإنهاء الحرب”. أما فرنسا وبريطانيا وأستراليا وإيرلندا فقد أصدرت بيانات مشابهة شددت فيها على ضرورة تحويل الاتفاق إلى خطوات عملية لوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات.
إسرائيل بين الارتباك والانقسام
على الجانب الإسرائيلي، كشفت تقارير أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فوجئ بموقف ترمب ورأى في البداية أن رد حماس يمثل رفضًا مبطّنًا، فيما دعا زعيم المعارضة يائير لابيد حكومته إلى الانضمام فورًا للمحادثات، مؤكدًا أن هناك دعماً سياسيًا في الكنيست للمضي في الصفقة. مصادر إسرائيلية أخرى اعتبرت أن رد حماس “إيجابيًا ويفتح الطريق لاتفاق”.
تحديات التنفيذ
ورغم الأجواء الإيجابية، تبقى العقبات حاضرة: من آليات التحقق الميدانية وقوة حفظ السلام، إلى قضية السلاح وترتيبات إدارة غزة، وصولًا إلى الحاجة لإجماع فلسطيني داخلي يضفي شرعية على أي اتفاق. أبو مرزوق شدد أن كل هذه الملفات “لا يمكن أن تُحسم إلا عبر تفاوض معمّق وتفاهمات واضحة”.
قبول حماس لخطة ترمب، ولو بشروط، يعكس تحوّلًا لافتًا في لغة الحركة، ويضع جميع الأطراف أمام لحظة اختبار تاريخية: إما ترجمة الأقوال إلى اتفاق يوقف الحرب ويطلق الأسرى ويفتح نافذة لسلام أوسع، أو العودة إلى دائرة التصعيد التي دفعت غزة والمنطقة إلى مزيد من الدم والدمار.