سمير عيد.. وجه لبناني في قلب المشهد الأميركي
رحل رجل الأعمال اللبناني سمير عيد، مؤسس مطعم Phoenicia العريق في ولاية ميشيغن الأميركية، عن عمر ناهز 85 عامًا يوم الجمعة 15 آب/أغسطس. ترك عيد إرثًا ممتدًا في عالم الضيافة والمطاعم، حيث استطاع على مدى أكثر من نصف قرن أن يجعل من مطعمه علامة فارقة تجمع بين أصالة المطبخ اللبناني وذوق المجتمع الأميركي.
وُلد سمير عيد في لبنان وهاجر إلى الولايات المتحدة عام 1961، ليبدأ رحلة جديدة حملت معه جذوره العائلية والثقافية. بعد عشر سنوات فقط من وصوله، أسس مطعم Phoenicia في Highland Park، قبل أن ينقله عام 1982 إلى Birmingham، حيث أصبح أحد أبرز معالم المدينة وأكثر مطاعمها شهرة. بقي عيد على مدى 54 عامًا يشرف بنفسه على كافة تفاصيل المطعم، ليضمن الحفاظ على الهوية والتميز.
اليوم، يستمر الإرث عبر ابنه سامي عيد، الذي أسس عام 2019 مجموعة Chickpea Hospitality، المالكة لعدد من المطاعم المرموقة في ميشيغن مثل Forest وLeila Detroit وWilder’s.
نال مطعم Phoenicia إشادة واسعة من مجلات وصحف أميركية كبرى مثل Esquire وTravel + Leisure وWine Spectator، كما نشرت صحيفة New York Times وصفة الثوم الشهيرة الخاصة بالمطعم. وفي عام 2020، وصل سمير وابنه سامي إلى نصف نهائيات جوائز جيمس بيرد عن فئة أفضل مطاعم.
لم يكن سمير عيد مجرد صاحب مطعم ناجح، بل شخصية أيقونية في مشهد الضيافة بديترويت. في مقابلة عام 2013، وصفه الناقد كريستوفر كوك بأنه “واحد من أكثر الوجوه تميزًا في ساحة المطاعم، بمظهره الأنيق وشاربه الأبيض ووقاره اللافت.” كما استضاف مطعمه على مر السنين أسماء بارزة مثل جين فوندا وبيت ميدلر والرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون.
وفي عام 2024، شارك في سلسلة وثائقية بعنوان Detroit: The City of Chefs على قناة PBS، حيث تحدث عن رحلته وتجربته الطويلة. أما عن وجبته الأخيرة المثالية، فقد قال: “لقمة واحدة من كل طبق على قائمة Phoenicia.”
برحيل سمير عيد، يفقد الجالية اللبنانية – والعالم – رمزًا جسّد معنى الضيافة والنجاح، وجعل من المطبخ اللبناني جسرًا للتواصل بين الثقافات.