بقلم ليلى ناصر – وكالة أسنا للأخبار ASNA
واشنطن – في خطوة وصفت بالتاريخية، وصل الرئيس السوري أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة مساء السبت، في أول زيارة رسمية لرئيس سوري إلى واشنطن منذ استقلال سوريا عام 1946، استعدادًا لعقد اجتماع قمة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض يوم الإثنين.
تأتي الزيارة بعد يوم واحد فقط من رفع اسم الشرع عن قائمة الإرهاب الأميركية، في قرار رحّبت به الأوساط الدبلوماسية واعتبرته تحولًا جذريًا في العلاقات بين دمشق وواشنطن بعد عقود من القطيعة والتوتر.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية تومي بيغوت إن “الخطوات التي اتخذتها القيادة السورية الجديدة، خاصة في ملف المختفين الأميركيين والقضاء على بقايا الأسلحة الكيميائية، كانت حاسمة في اتخاذ قرار رفع التصنيف الإرهابي.”
وأضاف أن “هذه الخطوة تعزز الأمن والاستقرار الإقليمي وتشجع عملية سياسية سورية شاملة يقودها السوريون بأنفسهم.”
الرئيس الشرع، الذي تولّى السلطة بعد الإطاحة ببشار الأسد في نوفمبر 2024، كان قد ألقى كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر الماضي، دعا فيها إلى “مرحلة جديدة من الشراكة الدولية” لإنهاء الصراعات وبناء سوريا جديدة.
وخلال لقائه الأول مع ترامب في الرياض في مايو الماضي، تم بحث التعاون الإقليمي ومكافحة الإرهاب، حيث أعرب المبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك مؤخرًا عن أمله بأن “توقّع سوريا قريبًا اتفاقًا رسميًا للانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش.”
الزيارة تأتي في وقت يسعى فيه الطرفان إلى إعادة رسم ملامح العلاقة الأميركية السورية بعد عقود من العداء، وسط مؤشرات على تعاون أمني وسياسي متزايد.
يُذكر أن أحمد الشرع، الذي كان ينتمي قبل عقدين إلى تنظيم القاعدة، تخلّى عن ولائه للتنظيم في عام 2016، ثم قاد فصائل المعارضة السورية في هجوم حاسم أنهى حكم الأسد الممتد لأكثر من خمسين عامًا.
وفي مقابلة له مع برنامج “60 دقيقة” الشهر الماضي، قال الشرع: “هناك أجيال كاملة من السوريين تعرّضت لصدمة نفسية هائلة تحت حكم الأسد، وحان الوقت لبناء وطن جديد خالٍ من الخوف.”
الزيارة المرتقبة للبيت الأبيض يُنظر إليها على نطاق واسع كإشارة لانطلاقة مرحلة سياسية جديدة في الشرق الأوسط، وربما بداية لتعاون غير مسبوق بين دمشق وواشنطن بعد نصف قرن من الصراع.



