لقاء الشرع مع قناة فوكس نيوز

واشنطن – 11 نوفمبر 2025

في مقابلة حصرية مع قناة فوكس نيوز الأمريكية، تحدث الرئيس السوري أحمد الشرع عن تفاصيل لقائه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، في زيارة وُصفت بأنها بداية مرحلة جديدة في العلاقات السورية–الأمريكية بعد عقود من القطيعة والعقوبات.
المقابلة، التي استمرت نحو ساعتين، تطرقت إلى ملفات الأمن، مكافحة الإرهاب، العقوبات، العلاقة مع إسرائيل، ومصير الرئيس السابق بشار الأسد.

اللقاء مع ترامب: بداية جديدة بعد 60 عامًا من القطيعة

المذيعة:
لقد كنتَ موضع ترحيب، سيادة الرئيس الشرع، في البيت الأبيض — إنه أفضل استقبال يمكن أن يحظى به أحد هنا في الولايات المتحدة. كيف جرى اللقاء؟ وماذا ناقشتَ مع الرئيس ترامب؟
يهمّ الأميركيين أن يعرفوا أن الولايات المتحدة وسوريا اليوم باتتا صديقتين، بعد عقود من القطيعة.

الرئيس الشرع:
منذ أكثر من ستين عاماً كانت سوريا بعيدة عن واشنطن، ومعزولة عن معظم دول العالم، وكان الخلاف بين البلدين عميقاً.
وهذه هي المرة الأولى منذ عقود يزور فيها رئيسٌ سوري البيت الأبيض.
هذه الزيارة، بعد عزلةٍ طويلة عاشتها سوريا، تُدخل البلاد مرحلة جديدة من العلاقات الدولية، وقد تفتح نظرة مختلفة بين دمشق وواشنطن.

التعاون ضد “داعش”

المذيعة:
هل اتفقتما على التعاون ضد تنظيم “داعش” في الشرق الأوسط؟

الرئيس أحمد الشرع:
لقد شاركنا في معارك كثيرة ضد “داعش” خلال السنوات العشر الماضية، وخسرنا كثيراً من الرجال في تلك الحرب.
لهذا السبب يجب أن يكون للولايات المتحدة تواصل مباشر مع الحكومة السورية اليوم.
من المهم أن نتحاور ونتفاوض بشأن ملف “داعش” وكل ما يتصل بالأمن الإقليمي.

العقوبات والعلاقة الجديدة مع واشنطن

المذيعة:
كنتَ سابقاً على قوائم مرتبطة بالقاعدة، والآن نراك في واشنطن تلعب كرة السلة مع قادة عسكريين وتلتقي بالرئيس ترامب. ماذا تغيّر في العلاقة بين سوريا والولايات المتحدة؟ وماذا تغيّر فيك أنت شخصياً؟

الرئيس الشرع:
تحدثنا كثيراً عن المستقبل، عن إزالة العقوبات، وكان هناك قرار من الولايات المتحدة ومن الأمم المتحدة بتخفيف العقوبات عني وعن آخرين أيضاً.
أما عن علاقتنا السابقة مع القاعدة، فهذا أصبح من الماضي. لم نتحدث عن ذلك بشكل مباشر.
تحدثنا عن الحاضر والمستقبل، وعن فرص الاستثمار في سوريا.
اليوم، لم تعد سوريا تُرى كتهديد أمني، بل كبلدٍ يمكن أن يكون شريكاً اقتصادياً، ووجهة للاستثمار، خصوصاً في مجال الطاقة واكتشاف الغاز.

موقفه من هجمات 11 سبتمبر

المذيعة:
سيدي الرئيس، هل تشعر بالأسف لأن القاعدة شنّت تلك الهجمات التي قتلت ثلاثة آلاف أميركي؟

الرئيس الشرع:
كنت حينها في التاسعة عشرة من عمري، شاباً صغيراً جداً، ولم تكن لدي أي سلطة أو قرار.
لم تكن القاعدة موجودة في منطقتي، لذلك أنت تسأل الشخص الخطأ عن هذا الموضوع.
لكننا نتألم لكل من فقد حياته، ونعرف كم يعاني الناس من الحروب، خاصة أولئك الذين دفعوا الثمن الأكبر فيها.

اتفاقات أبراهام والعلاقة مع إسرائيل

المذيعة:
ورد في بعض التقارير أن الرئيس ترامب يرغب في أن تنضم سوريا إلى “اتفاقات أبراهام”، والشرط الأساسي لتلك الاتفاقات هو الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود كدولة يهودية. هل تتفق مع ذلك؟

الرئيس الشرع:
أعتقد أن الوضع السوري يختلف تماماً عن أوضاع الدول التي انضمت إلى “اتفاقات أبراهام”.
إسرائيل كانت ولا تزال تحتل أراضٍ سورية منذ عام 1967، ولهذا لا يمكننا الدخول في محادثات مباشرة الآن.
ربما يمكن للولايات المتحدة أن تلعب دور الوسيط في المستقبل من خلال “اتفاقات أبراهام”، لكن حالياً هذا الأمر ليس مطروحاً على الطاولة.

موقفه من بشار الأسد والمحاسبة

المذيعة:
نفهم أن بشار الأسد يعيش حياة جيدة في موسكو، ولا يبدو أنه يعاني من أي ضغوط. ما الذي تقوم به إدارتكم لضمان أن يُحاسب على الجرائم المرتكبة ضد الشعب السوري؟

الرئيس الشرع:
روسيا بالفعل توفر له الحماية، وهذا أمر معروف.
لكن أحد البنود الأساسية في الاتفاق بيننا وبين الدول المعنية بالملف السوري هو أن من يرغب في مصالحة سوريا، فعليه أن يقبل بمبدأ المحاسبة والعدالة.
لقد أنشأنا هيئة وطنية مستقلة للعدالة الانتقالية، تضمن محاسبة كل من ارتكب جرائم بحق السوريين، بمن فيهم بشار الأسد نفسه.

قضية الصحفي الأمريكي أوستن تايس

المذيعة:
قبل هذه المقابلة تحدثنا إلى عائلة أوستن تايس، الصحفي الأميركي الذي اختفى في سوريا عام 2012. عائلته تأمل أن تتعاون مع العائلات الأميركية التي فقدت أبناءها في مناطق تابعة لحكومة الأسد. ماذا تقول لهم؟

الرئيس الشرع:
في سوريا هناك أكثر من 250 ألف شخص مفقود، ولا نعرف مصيرهم جميعاً.
لقد التقيت والدة أوستن، وهي امرأة مذهلة وشجاعة، وقد ذكّرتني كثيراً بوالدتي.
طلبت من والدتي أن تتواصل معها، وأن تخبرها كم أتفهم شعورها ومعاناتها في فقدان ابنها، وأنها أم قوية.
وأعدها بأنني سأفعل كل ما في وسعي لتقديم أي معلومة قد تساعد في معرفة مصير أوستن والمواطنين الأميركيين الآخرين المفقودين خلال الحرب.

في ختام المقابلة، قالت المذيعة إن اللقاء بين الرئيسين ترامب والشرع في البيت الأبيض “استمر قرابة الساعتين وكان مثمرًا جدًا”، مضيفةً أن ترامب أهدى الشرع قبعة حمراء من شعار حملته “MAGA” قائلاً إنه “ينوي أخذها معه إلى سوريا”.

Join Whatsapp