سفيرة لبنان في الولايات المتحدة السيدة ندى حمادة معوض

من كنيسة مار شربل إلى واشنطن… رسالة أمل ودعوة لإعادة بناء لبنان بيد أبنائه المنتشرين

بدأت سفيرة لبنان في الولايات المتحدة، السيدة ندى حمادة معوّض، جولتها على الجالية اللبنانية في الولايات المتحدة من ولاية ميشيغن الأميركية، حيث قامت بزيارة كنيسة مار شربل في مدينة كلينتون تاونشيب (ضواحي ديترويت)، والتقت أبناء الجالية اللبنانية في قاعة الكنيسة بضيافة الخورأسقف الفريد بدوي، وبحضور عدد من الكهنة، ورجال وسيدات الأعمال، وأعضاء الجالية اللبنانية في ديترويت.

ألقت السفيرة معوّض كلمة مؤثرة خلال اللقاء، حثّت فيها اللبنانيين على الاستثمار في وطنهم، مؤكدة أن المرحلة الحالية تمثّل فرصة حقيقية لإعادة الإعمار وخلق فرص العمل، ومشددة على أن المغتربين هم الركيزة الأساسية للنهوض بلبنان.

وقالت معوّض:

“هاجرت إلى الولايات المتحدة منذ اثنتين وعشرين سنة بحثًا عن الحلم الأميركي، لكنّي اليوم أطمح أن يكون للبنان حلمه اللبناني.”

وأضافت أن المملكة العربية السعودية وضعت خطة 2030 للنهوض بالمملكة، داعيةً إلى اعتماد رؤية وطنية مشابهة للنهوض بلبنان واستعادة ثقة شبابه بمستقبله.

وتُعدّ السفيرة ندى حمادة معوّض من أبرز الوجوه الدبلوماسية اللبنانية الجديدة التي تجمع بين الخبرة الأكاديمية والمهنية. فهي حاصلة على بكالوريوس في إدارة الأعمال من الجامعة الأميركية في بيروت (AUB) وماجستير في المالية من جامعة جورج واشنطن. شغلت مناصب قيادية في البنك الدولي، حيث عملت على ملفات التنمية والديون ومؤشرات الاقتصاد، كما تولّت أدوارًا إدارية واستشارية في مؤسسات مالية أميركية ومراكز أبحاث دولية، من بينها معهد الشرق الأوسط في واشنطن (MEI).

وأكدت السفيرة خلال لقائها أنها ستسعى إلى تعزيز التواصل مع الجاليات اللبنانية في مختلف الولايات الأميركية، مشددة على أن أبواب السفارة في واشنطن ستكون مفتوحة للجميع، وأنها ترغب بلقاء اللبنانيين في كل مكان لتوحيد الجهود من أجل دعم لبنان في هذه المرحلة الدقيقة.

واختُتم اللقاء بجلسة ودّية تبادلت خلالها السفيرة مع الحضور الآراء حول سبل دعم لبنان من خلال المشاريع التنموية والاستثمارية. وأعرب العديد من أبناء الجالية عن فخرهم بتمثيل امرأة لبنانية ناجحة في هذا المنصب الرفيع، وعن تطلعهم إلى أن تكون زيارتها بداية مرحلة جديدة من الانفتاح والتعاون بين السفارة والجالية اللبنانية في أميركا.

اختيار السفيرة ندى حمادة معوّض أن تبدأ جولتها الأولى من ولاية ميشيغن لم يكن تفصيلًا عابرًا، بل يحمل رمزية سياسية ووطنية عميقة، إذ تُعد ميشيغن من أكبر مراكز الانتشار اللبناني في الولايات المتحدة، وتضم جالية مؤثرة في الاقتصاد والسياسة والثقافة الأميركية، خصوصًا في مدن ديترويت، ديربورن، وفلنت.

من هناك، أرادت السفيرة أن تبعث رسالة أمل وثقة مفادها أن لبنان لا يزال حيًّا في قلوب أبنائه المنتشرين، وأن إعادة النهوض تبدأ من إعادة ربط المغترب بجذوره. فاللقاء في كنيسة مار شربل لم يكن مجرد زيارة رعوية أو اجتماعية، بل خطوة مدروسة لإعادة بناء جسر الثقة بين الدولة والمغترب اللبناني الذي لطالما شكّل “الرئة الاقتصادية” للوطن.

أما خطابها الذي دعا إلى تحويل “الحلم الأميركي” إلى “حلم لبناني”، فيعكس رؤية جديدة للدبلوماسية اللبنانية تقوم على تحفيز الطاقات بدلاً من استجداء الدعم، وعلى بناء نموذج وطني مستقبلي مستوحى من تجارب النجاح الإقليمي مثل رؤية السعودية 2030.

بهذه الانطلاقة، تبدو السفيرة معوّض عازمة على تحويل موقعها في واشنطن من تمثيل دبلوماسي إلى منصة تواصل وتنمية، واضعةً نصب عينيها هدفًا واضحًا: أن يكون للبنان، رغم كل أزماته، مستقبلٌ يُحاكي كفاءات أبنائه المنتشرين حول العالم.

Join Whatsapp