اكد الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله، في كلمة خلال احياء “يوم القدس العالمي”، ان “مسألة القدس وفلسطين هي جزء من ديننا وعقيدتنا ولن ننسى ولن نيأس ولن نسقط امام الضغوط، وهذا ما لا يدركه الأميركيون والغربيون وأصحاب المشروع الصهيوني وبعض المتخاذلين في عالمنا العربي، فهي جزء من إيماننا وكرامتنا وعرضنا، ونحن أمة لا يمكن أن تتخلى لا عن دينها ولا عن عقيدتها ولا عن كرامتها ولا عن عرضها”.
 
وقال: “هذا اليوم هو للاضاءة على الظروف الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون داخل فلسطين وفي الشتات ومخيمات اللاجئين في كل دول المنطقة، وعلى الجهاد والصبر والتضحية والصمود الاسطوري والعمليات المذهلة التي ينفذها ابناء هذا الشعب”.
 
وأشار إلى انه “منذ بداية تأسيس هذا الكيان الغاصب في فلسطين المحتلة عمل قادته من اجل تثبيت وترسيخ وحماية هذا الكيان وتحويله الى المحور والمفتاح والقوة الاولى في هذه المنطقة، وعملوا على مسارات عديدة، منها مسار النسيان”، لافتا الى ان “مسار النسيان سقط وان الرهان على الوقت لينسى الفلسطيني ارضه ومقدساته ولينسى العرب والمسلمون تلك المقدسات المغتصبة، قد سقط، فاليوم فلسطين والقدس في العقل والقلب”.
 
وأوضح أن “المسار الثاني هو مسار التيئيس هدفه منذ البداية أن يقول للشعب الفلسطيني إن لا أفق ولا مستقبل له، وإن الجميع تركه وخزله، لكن هذا المسار سقط أيضا، ويسقط في كل يوم نشهد فيه مظاهرة في فلسطين أو خارجها، وفي كل يوم ينفذ شاب أو شابة عملية جهادية في داخل فلسطين المحتلة، وفي كل يوم ينطلق صاروخ أو مسيرة، وفي كل يوم ترتفع فيه قبضات الفلسطينيين عند باب العمود أو المسجد الأقصى، كل ذلك يقول للعالم كله إن بعد عشرات السنين، المسار سقط والشعب لم ولن ييأس، بل هو اليوم أشد أملا بمستقبل التحرير”.
 
وذكر أن “المسار الثالث هو مسار الإنهاك، من خلال الضغوط المستمرة داخل فلسطين المحتلة، من خلال الحصار خارج فلسطين على كل محور مقاومة، ومن خلال العقوبات القاسية والشديدة على كل دولة وشعب وحركة مقاومة. لكن مسار الإنهاك لم يتسطع أن يحقق هدفه على الإطلاق”، مركزا على أن “رغم كل الظروف الصعبة والاقتصادية والمعيشية الصعبة، لم يستطيعوا ان يأخذوا من هذه الشعوب العربية كلمة او التزاما، لان الهدف من هذه العقوبات والحصار هو ان نتخلى جميعا عن فلسطين والقدس ومياهنا ونفطنا وغازنا”.
 
وتساءل: “لو خرجت ايران اليوم، وقالت لاميركا سنلغي سفارة فلسطين ونجعلها لاسرائيل وسنتخلى عن فلسطين وسنوقف الدعم لحركات المقاومة، هل كانت ايران عندها ستعاني كل الضغوط والحصار كما يحصل معها اليوم؟”، وقال: “ان “مسار الانهاك لم يؤد الى نتيجة، على الرغم من ان الشعوب العربية تعاني حياتيا واقتصاديا وامنيا، ولكن هذا جزء من المقاومة والصمود والجهاد”. وشدد على أن “هذه المسارات كلها سقطت”.
 
ورأى ان “هذه المسارات سقطت بسبب الفعل والعمل المتواصل منذ ما قبل 1948 إلى اليوم. وما يجري اليوم، ليس منفصلا عما جرى منذ البدايات، وهو حركة متواصلة. المقاومة لم تبدأ في العام 1982 أو 2006، بل بدأت قبل 1948″، مبينا ان “محور المقاومة لم يكتف بالموقف السياسي فقط بل ذهب الى المواجهة المسلحة، وقد اثبتت المواجهة العسكرية قدرتها على صنع الانتصارات والحاق الهزيمة بالعدو ويجب ان يستمر هذا المسار”.
 
وأشار إلى أن “يوم القدس يأتي ونحن في موقع استراتيجي متقدم جدا، حيث تطورت مسارات عديدة من جهة المقاومين وحركات المقاومة يخشاها العدو ويعمل على تفكيكها، ونحن في المقابل يجب ان نعمل على تثبيتها وتقويتها المسار الاول مسار العمليات في الضفة واراضي 1948″، مؤكدا أن “العمليات المنفردة التي تجري على ارض فلسطين هي من اخطر ما يواجهه العدو وهي نوعية ومهمة جدا”.
 
وقال: “عندما تبدأ المناورات الاسرائيلية سنكون بأعلى مستوى جهوزية، وأي حماقة سنرد عليها مباشرة ولن تسمعوا عبارة سنحتفظ بحق الرد، وندعو دول المنطقة لتوجيه رسالة للكيان الصهيوني بأن زوال القدس والأقصى والمقدسات يعني زوال إسرائيل”.
 
ولفت الى ان “إيران أبلغت دول المنطقة التي طبعت مع إسرائيل أن أي اعتداء عليها انطلاقا من هذه الدول سيتم الرد على هذه القواعد في هذه الدول”، مؤكدا أن “إيران قد تقدم على ضرب الكيان الصهيوني مباشرة في حال استمرار التهديدات الإسرائيلية على الموجودات الإيرانية في المنطقة”.

Join Whatsapp