ماذا لو انتهت نتائج الانتخابات الأميركية بفوز الديمقراطي جو بايدن الذي أطلق عليه العرب اسم يوسف بيضون؟ فهل من الممكن أن يشكّك ترامب بنتائج التصويت ويرفض ترك البيت الأبيض؟ ماذا لو قرّر فعل ذلك وقرّر البقاء؟
هذا السيناريو هو فعلاً أقرب للواقع ممّا قد يعتقد البعض وهو بالظبط ما حدث بين جورج بوش وآل غور حين تمسّك بوش بنتائج فوزه بالانتخابات وتمسّك بالبيض الأبيض وتقدّم بدعوى رسمية ضد منافسه الديمقراطي مشكّكاً بنتائج الانتخابات وفي النهاية بقي بوش ليكمل عهده لحين اعادة انتخابه لولاية ثانية عام ٢٠٠٤.

وكان ترامب سبق وأعلن من ولاية بنسلفانيا أنه جنّد محاميه وهم في حالة تأهّب واستعداد للعمل في المحاكم المختصّة اذا ما كان هناك شك في مصداقية فرز الأصوات. حضّر محامون من كاليفورنيا ونيويورك والينوي مكاتبهم وفريقهم القانوني للبدء بالعمل في الصباح التالي للانتخابات، ووضع ترامب فريق من عشرين محامٍ للتركيز على سبع عشرة ولاية تعتبر الولايات الاساسية في الانتخابات كولاية بنسيلفانيا، ويسكونسن وميشيغان، ممّا يضع الاف من المختصين القانونيين تحت تصرّف ترامب في جهوزية كاملة في معركته الانتخابية ما بعد الانتخابات.
ويستند فريق ترامب القانوني على التشكيك في مصداقية الانتخابات على محورين اساسيين الاول مصداقية التصويت بواسطة البريد حيث هناك شك في وصول كامل الاصوات و تلف بعضها من قبل مناصري بايدن المدسوسين في المناطق المحسوبة على الحزب الجمهوري الذي يمثّله ترامب، والمحور الثاني وهو الفترة الزمنية المسموح بها حسب القانون بالتصويت في البريد حيث يعتبر ترامب أن الديمقراطيين قد يحاولوا تمديد فرز الأصوات الى ان تصل جميع اللوائح حتى ولو كان ذلك بعد المهلّة المحددة قانوناً محاولين جمع الاصوات الاضافية ليصنعوا الفارق لصالح بايدن وبعد يوم الانتخابات نهار الذي هو الثلاثاء ٣ تشرين الاول.

وخصّص الحرب الجمهوري حوالي ٢٠ مليون دولار لحربهم في المحاكم الاميركية في حال الشك في نزاهة الانتخابات، وقد يرفض ترامب مغادرة البيت الابيض والبقاء في السلطة الى ان تصدر المحاكم قراراتها وقد يأخذ ذلك وقتاً طويلاً وعمل ترامب على تعزيز مواقع حلفائه في المراكز الحساسة وفي المحكمة العليا، وسبق أن أعلن في أكثر من مناسبة تحضيراته للاحتفال بالنصر المؤكّد بدأً من ليل الثلاثاء ٣ تشرين الأول.

Join Whatsapp