أطل الرئيس الحريري في برنامج صار الوقت وأول ما قال أي دستور بالعالم لا يستطيع أن ينجح بوجود أحزاب تفرض الأمور بالقوة، والسلاح فرض بعض المعادلات على اللبنانيين التي يرفضونها. واعتبر أن في البلد هناك ٣ مشاريع، مشروع حزب الله وحركة أمل المرتبط بالخارج، ومشروع يريد أن يخرج ⁧‫لبنان‬⁩ من هذه الأزمة ويعمل على مبدأ ⁧‫لبنان أولا‬⁩، ومشروع من المزايدين الذين أوصلوا البلد على ما نحن عليه. واعتبر الحريري قائلاً لو كنت كما الآخرين أريد الشعبية لكنت فعلت كما يفعلون، ولم أقدم المبادرات والتضحيات، أنا أرضخ للبنان وللمواطن اللبناني، وكان هدفي وهمّي نجاح المبادرة الفرنسية، وأضاف ان التمسك بتسمية سعد الحريري من قبل حركة أمل وحزب الله هي فقط لتفادي الاحتقان السني الشيعي.

وبالكلام عن موضوع تاليف حكومة الدكتور مصطفى أديب أوضح الحريري، اتهمت بأنني أشكل حكومة الدكتور مصطفى أديب، ولكن وظيفتي كانت فقط تحذير أديب بعدم تسمية أشخاص تستفز أي فريق سياسي.

وعن موضوع المداورة، قال “عندما كان هناك مشكلة في وزارة الطاقة في حكومة الرئيس سلام، قال لي حينها الرئيس بري أن أفضل حل هو المداورة. وإذا مشينا بالمداورة حينها بكل حسن نيّة وأتى وزير المالية شيعي هذا لا يعني أن تصبح وزارة المالية حكرا للطائفة الشيعية، كما نرفض أن تكون أي وزارة حكر لأي طائفة”.

اتفقنا في قصر الصنوبر أن تتنحّى الأحزاب السياسية عن هذه الحكومة وأن لا يتدخلوا في تسمية الوزراء ويفسحوا المجال للحكومة الجديدة بأن تنجز وتعيد إعمار، واوضح قائلاً أنا مرشح لرئاسة الحكومة من دون جميلة حدا لدي كتلة نيابية ومعروف من أنا، لكنني لا اهدد واتوعد كما يفعل الاخرين، بعض المنتقدين والمزايدين يريدونني أن أهدد وانا لن أفعل ذلك، أنا ابن ⁧‫رفيق الحريري‬⁩ المعتدل، وأشار أنه لا يريد لبن العصفور من الرئيس نبيه بري، بل يريد فقط إعادة إعمار ⁧‫بيروت‬⁩ ووقف الانهيار. واعتبر الحريري انه من المهم القيام ببعض التعديلات على الدستورية لكن المشكلة في البلد هي مشكلة عقول واحزاب وليست مشكلة نظام.

وتكلّم عن عن دور المفتي دريان ودار الفتوى في هذه المرحلة، وقال أن سماحة المفتي لا يريد ان يستخدم منبر ديني للتدخلات السياسية، واذا اردنا ان نكون حكماء وعقلاء علينا تحييد امورنا الدينية عن امورنا السياسية خصوصا في هذه المرحلة. واكّد ‏لا نريد مشاريع خارجية تفرّط بهذا البلد وهذا تاريخ الطائفة السنية، والحاضن الوحيد لجميع الطوائف في لبنان هي الدولة ومؤسساتها.

وبالحديث عن علاقته بالسعودية أكّد أن علاقته بالمملكة العربية السعودية لا يهزّها أحد، وأشار أن وسمير جعجع عمل مصلحته وجبران باسيل يتحمّل مسؤولية افشال العهد، ‏وقال “مثلا من الاصلاحات التي طارت في حكومتي تعيين مجلس ادارة الكهرباء، لان التيار الوطني الحر أراد تعيين شخص درزي تابع لارسلان ورفض تعيين درزي تابع للحزب التقدمي الإشتراكي”.

واعتبر ان البعض يقولون عنه ضعيف وقلبه طيب ويضحي، وتساءل هل شاهدوا ما حصل في سوريا. ٨٥٪ من السوريين من الطائفة السنية، اين هم الآن…” الاكيد انني لن اكون السبب بأن يعاني اللبنانيين ما عاناه الشعب السوري”

ووجه الحريري اللوم الى حزب الله لانه يعرف انه هو سبب المشكلة في لبنان والشعب اللبناني غير مسؤول عن العقوبات التي تفرض عليه، إذا اراد مصلحة اللبنانين عليه القيام بالتضحيات. واعتبر الرئيس الحريري أن حليفه فقط هو اللبناني ومن يريده سيصوت له في الانتخابات المقبلة وأضاف “هدفي الأساسي الخروج من هذه الازمة، ولا اعتقد ان جمهوري يتوق لعودة علاقتي بجعجع الى سابق عهدها بعد كل ما قام به”

وأعلن الحريري أن وليد جنبلاط كان يريد منه ان يوافق على اعطاء حقيبة المالية للطائفة الشيعية على مدى الحياة. وأعرب الحريري عن خوفه من حرب أهلية، لأنّ ما يحصل من تسليح وعراضات عسكرية في معظم شوارع بيروت وبالامس في بعلبك الهرمل يمثل انهيار الدولة، وكل التوجه يشير إلى انهيار الدولة. وطرح السؤال هل حزب الله وحركة أمل وباقي الأحزاب السياسية ما زالوا موافقين على ورقة المبادرة الفرنسية في قصر الصنوبر!

‏وأوضح إذا تشكلت حكومة من لون واحد كما حكومة حسان دياب لن يحصل أي دعم من قبل المجتمع الدولي للبنان، مؤكداً ان مبادرة الرئيس ماكرون كانت واضحة في ما يخص الإصلاحات والذهاب الى المفاوضات مع صندوق النقد الدولي لانقاذ البلد مالياً، مؤكداً على محاربة الفساد وتمنى أن يدخلوا على حساباته ويكشفوا ما كان يملكه منذ ١٥ عام وما يملك اليوم. مشيراً أنه أعطى من ثروته أكثر من كل السياسيين. مضيفاً أن عائلة الحريري دفعت ١٠٧ مليون دولار أكبر حصر ارث في تاريخ لبنان عام ٢٠٠٦.

وأوضح الحريري أن نيّة الإطاحة بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة كانت لغايات كيدية وسياسية وأكّد أنه مع بقائه في منصبه.

وقال الحريري سأقوم بجولة اتصالات مع كل الأفرقاء السياسيين لمعرفة ثبات موقفهم وموافقتهم على الورقة الاصلاحية الفرنسية واذا وافق الجميع فأنا لن أقفل الباب.

وعلّق الحريري على أحداث البقاع الشمالي وقال ‏ما شاهدناه في بعلبك الهرمل يفرض علينا أن نتحدث بالعفو العام، وإذا أردنا أن نأخذ قرار العفو يجب أن يكون عفو علمي، يخرج المظلومين من السجن.

وختم الحريري حديثه عن بيروت وأكّد أن “كل فريق سياسي يستطيع أن يخترع مشكلة في تشكيل الحكومة، ولكن إذا كانت الأحزاب السياسية تريد فعلاً وقف الانهيار وإعادة إعمار بيروت، عليهم أن يسيروا بالمبادرة الفرنسية، وإذا كنت قاسيا في حديثي عن الأحزاب فأنتم كنتم أقسى على المبادرة وعلى ⁧‫لبنان‬⁩ واللبنانيين، مهما فعلوا ببيروت ستنهض من جديد، بيروت عانت الكثير خلال ٥٠ عاما، ومن دمّر بيروت تاريخيا هم اللبنانيين، بيروت ستنهض غصب عن كل من يقف في وجه اعادة اعمارها”.

Join Whatsapp