أصبحت الدنمارك أول ديمقراطية ليبرالية تطلب من اللاجئين السوريين العودة إلى ديارهم في عام 2019 ، في الوقت الذي كانت الطائرات الروسية لا تزال تسقط الصواريخ على سوريا لمساعدة نظام الرئيس بشار الأسد على استعادة السيطرة على البلاد، بحسب تقرير الـCNN الأميركية.
وأشار التقرير إلى أنّه “بدلاً من كره اللاجئين وتهديدهم بالعودة إلى بلادهم، يتم الترحيب اليوم باللاجئين الأوكرانيين من قبل الدنمارك بأذرع مفتوحة في الوقت الذي قوبل فيه اللاجئين السوريين بالرفض”.
وقال الوزير الدنماركي للشؤون الخارجية في بيان له عقب الغزو الروسي لأوكرانيا: “عندما تكون هناك حرب في أوروبا، ويتعرض أحد الجيران الأوروبيين لما نراه في أوكرانيا سنساعد بأقصى ما لدينا”.
وقال راسموس ستوكلوند ، المتحدث باسم الشؤون الخارجية للحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم في الدنمارك ، لشبكة CNN ، إن الحكومة الدنماركية بصدد صياغة قانون من شأنه تعليق قواعد اللجوء الخاصة بالأوكرانيين، وأضاف: “لن يكونوا لاجئين بل سنقدم لهم تصاريح إقامة فورية للتمكن من العمل لدينا والسماح لأطفالهم بدخول المدارس”.
وأثارت التصريحات السابقة انتقادات كبيرة للحكومة الدنماركية واتُهمت بحسب تقرير الـCNN بـ”النفاق” لأنّها تحث اللاجئين السوريين على العودة رغم الحرب في سوريا ورغم الخطر اللاحق بهم.
السياسات المتناقضة في التعامل مع اللاجئين
أشار تقرير الـCNN إلى أن “الحكومة الدنماركية لا تستطيع إعادة السوريين إلى الوطن لأنها لا تقيم علاقات دبلوماسية مع سوريا، وبدلاً من ذلك تعمل على إجبارهم على مغادرة الدنمارك من خلال إثبات أنّ الدنمارك مكاناً غير مناسب لهم ومعاملتهم بشكل سيء”.
دافع وزير الهجرة والاندماج الدنماركي، عن هذه السياسة في تصريح لشبكة CNN ، قائلاً إن “الدنمارك كانت منفتحة وصادقة منذ اليوم الأول الذي استقبلت فيه اللاجئين السوريين وقالت لهم إنّ حمايتهم وتصريح إقامتهم مؤقت وليس دائم.”
وكتبت خبيرة الهجرة واللجوء لميس عبد العاطي على تويتر: “جزء من الإجابة عن التناقض في التعامل بين اللاجئين السوريين والأوكرانيين يتعلق بالهوية، تنظر الدنمارك إلى الأوكرانيين على أنهم بيض ومسيحيون، ولا تنظر إلى السوريين والأفغان وغيرهم بهذه الطريقة، وهنا نتأكد أن هذه البلدان تتعاطف مع اللاجئين الذين يشاركونها العرق والدين “.
وصرّحت الأمم المتحدة مؤخراً أنّ عدد اللاجئين الأوكرانيين وصل إلى مليوني شخص، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، خاصة بعد أن أصبحت الضربات الجوية الروسية أكثر عشوائية على عدد من المدن الأوكرانية.
وأشار تقرير الـCNN إلى أنّ “الغزو الروسي لأوكرانيا أظهر أنّ دولاً مثل الدنمارك يمكنها استقبال اللاجئين برأفة وحب، ويبدو أنّ لون بشرة اللاجئ ودينه عوامل رئيسية في استقبال اللاجئين”.
العنصرية العرقية بين اللاجئين
قال الصحفي السوري “عقبة محمد” الذي هرب من مسقط رأسه في درعا عام 2018 إلى إسبانيا لـ CBC New : “اللاجئ هو لاجئ سواء أكان أوروبياً أم إفريقياً أم آسيوياً”.
وأشار تقرير CBC New إلى أنّ بعض قادة أوروبا الذين كانوا من أكثر الأشخاص معارضة للهجرة واللجوء سابقاً، غيّروا آراءهم وتحولوا من أشخاص “لا يسمحوا لأي شخص بدخول بلدهم، إلى أشخاص يرحبون بجميع اللاجئين الأوكرانيين”.
ولفت تقرير CBC New النظر إلى تصريح مذيع في قناة الجزيرة الإنجليزية الذي قال سابقاً في أحد تغطياته عن الغزو الروسي لأوكرانيا: “اللاجئون الأوكرانيون ليسوا لاجئين يحاولون الهرب من مناطق في الشرق الأوسط أو شمال إفريقيا، فهم أناس أغنياء مثل أي عائلة أوروبية”، ونتيجة لتصريحاته العنصرية أصدرت القناة اعتذاراً قالت فيه إن “ما قاله الصحفي ليست مسؤولة عنه”.
اعتذرت شبكة CBS الإخبارية بعد أن قال أحد مراسليها إن الصراع في كييف “لم يكن مثل العراق أو أفغانستان وذلك لأن أوكرانيا مدينة أوروبية ومتحضرة”.
وقال رئيس الوزراء البلغاري “كيريل بيتكوف” للصحفيين في وقت سابق من هذا الأسبوع: “اللاجئون من أوكرانيا ليسوا كموجة اللاجئين التي اعتدنا عليهم سابقاً، حيث كان اللاجئون السابقون إلينا أناساً لسنا متأكدين من هويتهم، أناس بلا ماض واضح، وربما كانوا إرهابيين، وليسوا كاللاجئين الأوكرانيين الذين لا نخشى استقبالهم”.