أعلن “حزب الله” اللبناني، الأحد، مسؤوليته عن قصف مواقع إسرائيلية في منطقة مزارع شبعا جنوب لبنان، فيما رد الجيش الإسرائيلي بقصف بنى تحتية تابعة للحزب في منطقة حدودية، وذلك بعد هجوم مباغت شنته حركة “حماس”، السبت، على بلدات في وسط وجنوب إسرائيل، فيما أعلن الجيش اللبناني إصابة مدنيين جراء القصف الإسرائيلي على الحدود، صباح الأحد.
وأفاد تلفزيون I24 NEWS الإسرائيلي، الأحد، بأن الجيش الإسرائيلي أطلق صاروخ باتريوت لإسقاط طائرة مسيرة بشمال إسرائيل، قالت وسائل إعلام إنها أطلقت من جنوب لبنان، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي، لاحقاً أن المسيرة المستهدفة “لم تكن هدفاً معادياً”، لافتاً إلى أنه لم يشن أي غارة جديدة على جنوب لبنان. وعرض التلفزيون الإسرائيلي، لقطات مصورة لمحاولة استهداف في السماء، دون أن يتضح ما إذا كانت الصواريخ الإسرائيلية نجحت في اعتراض المُسيرة.في السياق نفسه، قال مصدر إعلامي مقرب من “حزب الله” اللبناني، إنه تردد دوي انفجارات في محيط مزارع شبعا وتلال كفر شوبا، مشيراً إلى سقوط قذيفة في منطقة خريبة، بالقرب من بلدة إبل السقي في قضاء مرجعيون جنوبي لبنان.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، بتجدد القصف الإسرائيلي على محيط مزارع شبعا وتلال كفر شوبا.وذكرت الوكالة، أن مسيرة إسرائيلية أطلقت صاروخ جو أرض في محلة الخريبة خراج بلدة راشيا الفخار التابعة لقضاء حاصبيا. وقال “حزب الله” اللبناني، في بيان، الأحد، إن قصف المواقع الإسرائيلية في مزارع شبعا، “جاء تضامناً مع المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني”، مشيراً إلى أن “مجموعات عماد مغنية” في الحزب، هاجمت 3 مواقع إسرائيلية هي: “الرادار” و”زبدين” و”رويسات العلم”، وذلك عبر إطلاق أعداد كبيرة من قذائف المدفعية والصواريخ الموجهة”، لافتاً إلى “إصابة المواقع إصابات مباشرة”.
وقال الجيش اللبناني في سلسلة تغريدات على منصة X (تويتر سابقاً)، إن وحدات عسكرية إسرائيلية قصفت بالمدفعية والدبابات بلدات شبعا وحلتا وكفر شوبا والهبارية “بعد إطلاق قذائف وصواريخ من إحدى المناطق الجنوبية باتجاه مواقع للعدو الإسرائيلي في الأراضي اللبنانية المحتلة”.
وأضاف الجيش، أن القصف أدى إلى سقوط جرحى بين المواطنين، مشيراً إلى أنهم نُقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج.وأعلن الجيش اللبناني، انتشاره، منذ السبت، في المناطق الحدودية وينفذ دوريات، كما يتابع الوضع عن كثب بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان.
بدوره، أفاد الجيش الإسرائيلي بقصف البنى التحتية التابعة لـ “حزب الله”، عبر إحدى مسيراته في منطقة على الحدود مع لبنان.
وأوضح الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي بمنشور عبر منصة X: “رداً على الاعتداء الصاروخي من لبنان، قامت طائرة مسيرة لجيش الدفاع بقصف بنية تحتية تابعة لحزب الله في منطقة جبل روس (الواقع في مزارع شبعا على الحدود مع لبنان)”. وأضاف أن “الجيش الإسرائيلي على استعداد لمواجهة جميع السيناريوهات، وسيواصل حماية أمن سكانه”.
وأعلن الناطق الرسمي باسم قوات الأمم المتحدة “اليونيفيل”، أندريا تيننتي، رصد جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل إطلاق عدة صواريخ من جنوب شرق لبنان باتجاه الأراضي التي تحتلها إسرائيل في منطقة كفر شوبا، وإطلاق نار مدفعي من إسرائيل على لبنان رداً على ذلك. وأضاف: “نحن على اتصال مع السلطات على جانبي الخط الأزرق، على جميع المستويات، لاحتواء الوضع وتجنب تصعيد أكثر خطورة”. ولفت الناطق باسم “اليونيفيل” أن “عناصر قوات حفظ السلام، تتواجد في مواقعها وتقوم بمهامها”، وأضاف: “نحض الجميع على ممارسة ضبط النفس والاستفادة من آليات الارتباط والتنسيق التي تضطلع بها لليونيفيل لخفض التصعيد ومنع التدهور السريع للوضع الأمني”.
وتحتل إسرائيل الجولان السوري منذ عام 1967 وتعتبر مزارع شبعا جزءاً منه، وفي عام 2019 قام الرئيس الجمهوري دونالد ترمب بتوقيع إعلان اعترفت بموجبه الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل “الكاملة” على مرتفعات الجولان، في خطوة لم تحظَ بتأييد دولي، وتتناقض مع قرارات الأمم المتحدة.
ونفذ سلاح الجو الإسرائيلي منذ فجر الأحد، غارات على أهداف تابعة لحركة “حماس” في قطاع غزة، معلناً إصابة 426 هدفاً واستمرار عملية “السيوف الحديدية” التي أطلقها الجيش، رداً على “طوفان الأقصى” التي أطلقتها حماس، السبت، وأودت بحياة أكثر من 300 إسرائيلي، وتمكنت من خلالها أسر العديد من الرهائن، فيما وردت تقارير تفيد بأن ما يصل إلى 750 إسرائيلياً في عداد المفقودين، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.
وشنت حركة “حماس” في قطاع غزة، هجوماً مباغتاً على إسرائيل، شمل إطلاق آلاف الصواريخ على مدن جنوب ووسط إسرائيل، كما اقتحم مقاتلون بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع.