أبدت فرنسا وألمانيا عن قلقهما من قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بحظر واردات النفط الروسية بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا، محذرة من أن أزمة الطاقة الحالية مع الارتفاع الكبير في الأسعار شبيهة بحدتها بالصدمة النفطية في العام 1973، في حين أكد محللون روس أن قرار بايدن غير مبرر، وسيضر الولايات المتحدة وأوروبا، وأن بايدن بهذه الخطوة سيرسل البراميل الروسية إلى أسواق أخرى.
ورفضت الحكومة الألمانية بشدة فكرة فرض حظر فوري على الغاز والنفط الروسيين، لكنها لا تحظى بإجماع في البلاد حيث يرى البعض أن هذا الحل الجذري ضروري أخلاقيًا ويمكن إدارته اقتصاديًا.
هذت واعتبر النائب المحافظ نوربرت روتغن من الشخصيات التي لا ترضى برفض برلين وقف واردات الغاز والنفط الروسية، ويقول “علينا أن نفعل كل ما في وسعنا لدعم الأوكرانيين في معركتهم ضد بوتين ومن أجل الحرية. يجب أن نوقف مبيعات المحروقات الروسية”.
الملف الأكثر حساسية هو الغاز، حيث يمكن استبدال واردات النفط والفحم من روسيا من دول موردة أخرى، كما يقول تسعة خبراء اقتصاد بارزين في دراسة نُشرت هذا الأسبوع.
وفقًا لدراستهم، في حال لم يكن من الممكن تعويض كل الغاز الروسي من خلال الاستعانة بجهات اخرى، على الأسر والشركات “ان تقبل بخفض في الإمداد بنسبة 30%” أو حوالى 8% من إجمالي استهلاك الطاقة في ألمانيا.
ويعاني سكان العالم من حالة توتّر عالٍ مع ارتفاع في اسعار السلع والمحروقات والمواد الأولية. وتتخوّف العديد من الدول من تداعيات التجاذب بين الدول الكبرى حول الأزمة الأوكرانية وانقسام الصف في الردّ على الغزو الروسي والعقوبات على بوتين ونظامه.
وفي الولايات المتحدة هناك توحّد في الرأي حول اخفاق الرئيس الأميركي في التعامل مع الأزمات التي لم تتوقّف منذ استلامه الحكم، من جائحة كورونا الى افغانستان، وصولاً الى ارتفاع اسعار المحروقات المتواصل منذ أن ترك الرئيس السابق دونالد ترامب البيت الأبيض.
وفي حين يحاول بايدن وإدارته فرض العقوبات الاقتصادية على روسيا لشلّ اقتصادها ومضاعفة الضغوط عليها لإجبارها على الانسحاب من أوكرانيا، ولكن يواجه بايدن تداعيات الأزمة وقراراته في الداخل الأميركي.
وصل سعر البنزين في الولايات المتحدة الى حدود $10 دولار مقابل الغالون الواحد في ولاية كاليفورنيا، ومع تفاقم الفجوة بين العرض والطلب يتخوّف الاميركيون والعالم من ارتفاعات خانقة في الاسعار وكلفة المعيشة.
كما ان دول الناتو متردّدة في اتباع خطة بايدن وادارته وظهرت المعارضة بشكل علني يسن الدول المتحالفة.