مترجم من اسوشييتد برس، واشنطن– عملت الولايات المتحدة وإسرائيل معًا لتعقب وقتل أحد كبار عملاء القاعدة في إيران في وقت سابق من هذا العام، في عملية استخباراتية جريئة من قبل الدولتين الحليفتين وكان توقيت العملية في الوقت الذي كانت فيه إدارة ترامب تكثف الضغط على طهران.
وقال أربعة مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون أن أبو محمد المصري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة قُتل في العاصمة الإيرانية في آب ٢٠٢٠. قدمت الولايات المتحدة معلومات استخباراتية للإسرائيليين حول المكان الذي يمكن أن يجدوا فيه المصري والاسم المستعار الذي كان يستخدمه في ذلك الوقت، بينما نفذ عملاء إسرائيليون عملية القتل، وفقًا لما ذكره اثنان من المسؤولين. وأكد المسؤولان الآخران مقتل المصري لكنهما لم يعطيا تفاصيل محددة.
قُتل المصري بالرصاص في زقاق بطهران في ٧ آب ٢٠٢٠، في ذكرى تفجيرات ١٩٩٨ لسفارتي الولايات المتحدة في نيروبي، كينيا ، ودار السلام، تنزانيا. ويعتقد على نطاق واسع أن المصري شارك في التخطيط لتلك الهجمات وكان مطلوبا بتهم الإرهاب من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي.

ويمثل مقتل المصري صفعة للقاعدة، الشبكة الإرهابية التي دبّرت هجمات ١١ ايلول ٢٠٠١ في الولايات المتحدة، وتأتي وسط شائعات في الشرق الأوسط حول مصير زعيم التنظيم أيمن الظواهري. ولم يتمكن المسؤولون من تأكيد هذه التقارير لكنهم قالوا إن أجهزة المخابرات الأمريكية تحاول تحديد مصداقيتها.
قال اثنان من المسؤولين – أحدهما داخل حلقة المخابرات ولديه معرفة مباشرة بالعملية وضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية على إطلاع على الأمر – إن المصري قُتل على يد “كيدون”، وهي وحدة داخل منظمة التجسس الإسرائيلية السرية الموساد التي يُزعم أنها مسؤولة عن اغتيال شخصيات عالية القيمة. وتعني كلمة “كيدون” في العبرية حربة أو “رأس الرمح”.
وقال مسؤول مخابراتي أن مريم ابنة المصري كانت أيضا هدفا للعملية. اعتقدت الولايات المتحدة أنها كانت مهيأة للقيام بدور قيادي في القاعدة، وأشارت المخابرات إلى أنها شاركت في التخطيط الميداني للعمليات، وفقًا للمسؤول، الذي تحدث مثل الآخرين، بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة المعلومات الاستخباراتية الحساسة.
وكانت ابنة المصري أرملة حمزة بن لادن نجل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، الذي قتل العام الماضي في عملية أمريكية لمكافحة الإرهاب في منطقة أفغانستان وباكستان. كانت صحيفة “نيويورك تايمز” أول من نقل نبأ وفاة المصري. وامتنع كل من وكالة المخابرات المركزية ومكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يشرف على جهاز المخابرات الموساد، عن التعليق.

Join Whatsapp