في خطوة مفاجئة، حطّ رئيس الجمهورية ميشال عون في دار الفتوى. لم يجر عون هكذا زيارة من قبل. ولقاؤه مع مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في هذا التوقيت بالذات وفي عائشة بكار، أمر يحمل الكثير من الإشارات، ظهرت في كلام عون، الذي أكد الحرص على الطائفة السنّية ودورها في الحفاظ على وحدة لبنان. كلام إذا ما ربط بالتوقيت، أي بعد إعلان سعد الحريري عزوفه عن المشاركة في الانتخابات النيابية، يعني أن عون يريد تحسين العلاقات مع السنّة، خصوصاً في ظل الخلافات القائمة بين جمهور تيار المستقبل والقوات اللبنانية، وبالتالي يريد عون الاستثمار بالخلاف والمراكمة عليه.

كذلك تأتي الزيارة على مسافة يوم واحد من انعقاد مؤتمر وزراء الخارجية العرب والذي سيكون الملف اللبناني حاضراً بقوة فيه، لا سيما ان وزير الخارجية عبد الله بوحبيب يتوجه إلى الكويت اليوم لتسليم الجواب اللبناني على الورقة الخليجية إلى وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد المحمد الصباح. ولذلك، فإن لزيارة عون إلى دار الفتوى إشارة أيضاً إلى حرصه على العلاقة مع السنّة، وتأكيداً على عروبة لبنان، بالإضافة إلى السعي مع كل مكونات البلد لتحسين العلاقات مع دول الخليج.

تأكيد الانتخابات

عون أكد لمفتي الجمهورية ​الشيخ عبد اللطيف دريان​ على الدور الذي تلعبه ​الطائفة السنية​ في المحافظة على وحدة لبنان وتنوعه السياسي، وأهمية المشاركة مع سائر مكونات لبنان في الحياة الوطنية والسياسية والاستحقاقات التي ترسم مستقبل لبنان وأبنائه.

وشدد عون على أن “لبنان اليوم بحاجة، أكثر من اي وقت مضى، إلى تعاضد أبنائه والتفافهم حول دولتهم و​المؤسسات الدستورية​ كافة”، مشيراً إلى أننا “تطرقنا إلى الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، وأهمية التعاون بين جميع الأطراف والمكونات للخروج من الأزمة الراهنة”. كما أعلن عون أننا “تطرقنا إلى علاقات لبنان بالدول العربية الشقيقة، حيث كان الرأي متفقاً على ضرورة إقامة أفضل العلاقات وأمتنها، وأن الأولوية تبقى للمحافظة على السلم الأهلي والاستقرار في البلاد”.

ورداً على سؤال حول الاستحقاق الانتخابي المقبل، أشار رئيس الجمهورية إلى أننا “حضّرنا كل شيء لتحصل الانتخابات في أوقاتها الحقيقية”، لافتاً إلى أن “من يشكك هم الأجانب، لكن لا يوجد أي سبب لتأجيل الانتخابات”، مشدداً على أن “الطائفة السنية مكونٌ أساسي ولا نؤيد أبداً مقاطعتها للانتخابات”.

Join Whatsapp