غرّد رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري عن العقدة الأساسية في تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، التي يحاول الرئيس الدكتور مصطفى أديب تشكيلها، وما زالت المشاورات والاتصالات تجري على مدار الساعة للوصول إلى حلّ يرضي الثنائي الشيعي لتبصر الحكومة النور، وقال الحريري في تغريدته :”وزارة المال وسائر الحقائب الوزارية ليست حقا حصريا لاي طائفة، ورفض المداورة احباط وانتهاك موصوف بحق الفرصة الاخيرة لانقاذ لبنان واللبنانيين.”
ويعتبر الثنائي الشيعي ان حقيبة وزارة المال هي الوزارة الوحيدة التي تضمن لهم صوت الفيتو في الدولة اللبنانية واذا ما تخلّوا عنها يخسرون الكثير من حقّهم الوجودي في لبنان.
ويحاول اللبنانيون منذ اوائل عام ٢٠١٩ تغيير النظام السياسي القائم على المحاصصة الحزبية الطائفية والذي يغمره الفساد. وفي حين لم تستطع حكومة حسان دياب الوصول إلى صيغة تحظى بدعم الشعب اللبناني والمجتمع الدولي، تدخّل الرئيس الفرنسي محاولاً فرض سحره الفرنسي ومتسلّحاً بتاريخ فرنسا في لبنان وفرض الأمر الواقع على المسؤولين اللبنانيين لتشكيل حكومة قبل منتصف أيلول وإلا حذّر أن لبنان يتّجه إلى المجهول والعقوبات الأميركية التي تلوح في الأفق وعلى عناوينها أسماء شخصيات من الصف الأمامي اللبناني.
والملفت في سياق الأمور موقف رئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل الذي عبّر أن كتلته لن تشارك في الحكومة ولكن في الوقت نفسه لن تعطّل وسوف تسهّل التشكيل وأكّد أنه لا يأبه أن يحصل على أي حقيبة في الوزارة وكل ما يريده أن تكون هناك حكومة تخدم مصلحة لبنان.
وقد قرأ المراقبون تصريح باسيل بأن له وجهان، الوجه الأول هو تلميح للغرب وخاصة للأميركيين أنه مستعدّ أن يتعامل معهم ويفتح صفحة جديدة لحدّ التخلّي عن حليفه الشيعي الأول حزب الله، ولكن الرجل محنّك ويرى المحلّلون أنه بذلك يحاول استباق العقوبات التي تحمل اسمه، ولكنه في الوقت ذاته يضمن خطّ العودة في الوجه الآخر من تصريحه، و هو يحاول الغمز إلى حزب الله أنّه ما زال إلى جانبهم وهو من ساعدهم وأمّن لهم الغطاء السياسي عالمياً من خلال وزارة الخارجية، ويطلب منهم ان يثقوا به خلال العاصفة.
مدّدت الإدارة الفرنسية المهلة المعطاة لتشكيل الحكومة على أن لا تتعدّى نهاية الأسبوع أي ٢٠ أيلول، فهل نرى حكومة مصطفى أديب تبصر النور؟