قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني

وكالة أسنا للأخبار ASNA – تسيطر حالة من الغموض على مصير قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، منذ مقتل الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت. ويثير هذا الغموض العديد من التساؤلات حول مصير قاآني ودوره في الأحداث الأخيرة، خاصة بعد تداول معلومات تشير إلى احتمال تعرضه للمراقبة والعزل.

آخر ظهور لقاآني:

آخر ظهور علني لإسماعيل قاآني كان في مكتب ممثل حزب الله في طهران، عبد الله صفي الدين، بعد يومين فقط من مقتل نصر الله. في هذا الاجتماع، الذي جمعه بقيادات حزب الله اللبنانية والإيرانية، أكد قاآني للمجتمعين أنه سينضم إليهم لاحقاً برفقة رئيس مكتبه المدعو “إحسان”، إلا أنه اعتذر عن الحضور قبل أن تستهدف الغارة الإسرائيلية مقر الاجتماع في الضاحية الجنوبية. هذا الاعتذار المفاجئ من قاآني قبل الهجوم مباشرة أثار علامات استفهام حول دوره أو تورطه المحتمل في التسريب الذي أدى إلى الاغتيال.

سيناريوهات الاختراق:

تشير بعض التحليلات إلى أن الاختراق الإسرائيلي الذي أدى إلى مقتل نصر الله قد يكون نابعاً من داخل فيلق القدس الإيراني، إما عبر قاآني نفسه أو عبر رئيس مكتبه “إحسان”. وتزداد الشكوك داخل حزب الله حول دور قاآني في الاختراق، حيث ترى بعض الأوساط في الحزب أن القائد الإيراني ربما كان أحد المصادر التي سهلت تنفيذ الضربة الإسرائيلية. من ناحية أخرى، تشير أوساط إيرانية إلى أن “إحسان”، رئيس مكتب قاآني، قد يكون هو العنصر المسبب للاختراق، مما يضع قاآني في دائرة الشك بسبب تعامله الوثيق معه.

كما توجد تقارير أخرى تلمح إلى أن الجهاز الأمني الوقائي داخل فيلق القدس نفسه قد يكون مخترقاً، وهو ما يزيد من تعقيد المشهد حول كيفية وصول المعلومات الحساسة إلى إسرائيل، ويضع قاآني تحت المجهر.

النشاطات الأخيرة لقاآني:

منذ هجوم 7 أكتوبر، شوهد قاآني عدة مرات في العراق وسوريا ولبنان، حيث زار لبنان ثلاث مرات خلال تلك الفترة، وكان يلتقي بشكل منتظم مع حسن نصر الله قبل اغتياله ومع فؤاد شكر، القيادي في حزب الله الذي تم اغتياله هو الآخر في يوليو الماضي. وتزامن وجود قاآني في لبنان مع تصاعد التوترات بين حزب الله وإسرائيل، مما دفع البعض إلى الاعتقاد بأن قاآني كان له دور في توجيه العمليات الأخيرة للحزب.

العزل والمراقبة:

بحسب مصادر “العربية” و”الحدث”، فإن قاآني قد يكون حالياً تحت المراقبة والعزل من قبل السلطات الإيرانية، خاصة بعد الضربات الإسرائيلية التي استهدفت قادة إيرانيين بارزين. هذه الخطوة قد تكون نتيجة لشبهات تدور حول قاآني ودوره في التسريبات التي أدت إلى مقتل نصر الله.

في الأشهر الأخيرة، كان قاآني حاضراً في غرفة عمليات “الوعد الصادق واحد”، التي شكلتها إيران للرد على استهداف قنصليتها في دمشق. آنذاك، ظهر الرجل في الإعلام وأجرى مقابلات صحافية وتلفزيونية، لكن في “عمليات الوعد الصادق اثنان”، التي جاءت رداً على مقتل إسماعيل هنية ونصر الله وعباس نيلفروشان، غاب قاآني عن المشهد تماماً، مما أثار مزيداً من التساؤلات حول مصيره.

اختفاء غامض يثير الشكوك:

يبدو أن اختفاء قاآني الحالي ليس بالأمر الاعتيادي، حيث تتزايد التكهنات حول خضوعه للتحقيقات الداخلية في إيران بعد سلسلة من العمليات الإسرائيلية التي استهدفت قادة بارزين في الحرس الثوري وحزب الله. وفي حين يبقى الغموض سيد الموقف، فإن مصير قاآني قد يتحدد بناءً على النتائج التي ستكشفها التحقيقات حول عمليات الاختراق التي أدت إلى مقتل نصر الله وشخصيات أخرى.

ختاماً، لا يزال السؤال قائماً: أين هو إسماعيل قاآني، وما دوره في الأحداث الأخيرة؟ وهل كان جزءاً من عملية تسريب معلومات حساسة؟ الأيام القادمة قد تحمل الإجابة على هذه التساؤلات.

Join Whatsapp