وكالة أسنا للأخبار ASNA
تصاعدت حدة التوترات بين الهند وباكستان بشكل غير مسبوق في مايو 2025، مما أثار مخاوف من اندلاع حرب شاملة بين القوتين النوويتين.
تشهد منطقة جنوب آسيا تصعيدًا غير مسبوق بين الهند وباكستان، يُنذر بانفجار مواجهة عسكرية شاملة بين القوتين النوويتين، بعد أن بلغت الأزمة ذروتها عقب سلسلة من الهجمات والضربات المتبادلة التي أثارت قلقًا دوليًا واسعًا.
بدأت شرارة التصعيد في 22 أبريل 2025، حين شهدت منطقة بَهَلْغَام في كشمير الخاضعة للإدارة الهندية هجومًا دمويًا أودى بحياة 27 شخصًا معظمهم من السياح الهنود. سارعت الهند باتهام جماعة “جبهة المقاومة” المدعومة – وفق زعمها – من باكستان، بينما نفت إسلام آباد أي علاقة بالحادث.
وردت الهند بإطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق في 7 مايو أطلقت عليها اسم “سِندور”، استهدفت تسعة مواقع باكستانية داخل كشمير الباكستانية وإقليم البنجاب، مما أسفر عن مقتل 31 شخصًا بينهم نساء وأطفال، وفق ما أعلنه المتحدث باسم الجيش الباكستاني. كما أُفيد بتدمير منازل ومساجد في المناطق المستهدفة.
في أعقاب الغارات، أعلن رئيس الوزراء الباكستاني أن “الهجمات الهندية لا مبرر لها”، مؤكدًا أن “باكستان ستقتص لكل قطرة دم سالت”، كما أشار إلى أن بلاده “لن تخشى الموت ومستعدة للتضحيات”، مؤكدًا أن “الشعب والجيش يقفان صفًا واحدًا”.
في السياق نفسه، أكّد المتحدث باسم الجيش الباكستاني أن قوات بلاده أسقطت خمس طائرات هندية، أبرزها طائرة من طراز رافال، واستهدفت مقر لواء هندي على الحدود. وأوضح أنه “تم منح الجيش حق الرد بحرية في التوقيت والطريقة المناسبين”.
التصعيد العسكري رافقه تصعيد دبلوماسي حاد، حيث قامت الدولتان بطرد دبلوماسيي بعضهما البعض، وعلقت باكستان جميع أشكال التجارة مع الهند بما في ذلك تلك التي تمر عبر دول ثالثة. كما أغلقت مجالاتها الجوية، وعلّقت اتفاقيات رئيسية مثل معاهدة شِملا واتفاق مياه نهر السند.
يأتي هذا التطور الخطير في ظل تاريخ طويل من التوتر بين الهند وباكستان، تعود جذوره إلى عام 1947، مع اندلاع أول حرب بسبب النزاع على إقليم كشمير، تلتها حربان أخريان. وفي عام 2019، ألغت الهند الوضع الخاص لكشمير، ما فاقم التوترات وأدى إلى تدهور إضافي في العلاقات.
من جهتها، عبّرت الولايات المتحدة والأمم المتحدة عن قلقهما البالغ إزاء التصعيد، حيث دعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى إنهاء النزاع، في حين حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن “العالم لا يحتمل حربًا جديدة بين قوتين نوويتين”.
في ضوء هذه التطورات، يرى محللون أن الوضع قد يتجه نحو مزيد من التصعيد ما لم يتم التدخل الدولي الفوري لوقف النزاع، خاصة في ظل غياب مؤشرات على التهدئة من الطرفين. في المقابل، يظل الخطر الأكبر هو انزلاق هذا الصراع إلى حرب شاملة، قد تكون عواقبها كارثية ليس فقط على الهند وباكستان، بل على الاستقرار الإقليمي والدولي بأسره.