خاص: لبنان على برميل بارود… من يربح معركة السلاح؟
الشرارة
لم يكن نهار إقرار الحكومة اللبنانية برئاسة نواف سلام “أهداف” الورقة الأميركية يومًا عاديًا. في السراي الحكومي، جلس الوزراء حول طاولة مشحونة بالملفات الحساسة، فيما كان رئيس الجمهورية جوزيف عون يضع توقيعه على قرار تاريخي:
“حصر السلاح بيد الدولة… وإنهاء وجود أي قوة مسلحة خارجها”.
من لحظة الإعلان، انقسم لبنان بين شارعين:
- شارع يصفق ويعتبر أن “الدولة استعادت كلمتها”.
- وشارع آخر يشتعل غضبًا، يهتف ضد الحكومة ويرفع رايات “المقاومة”.
الضاحية تتحرك
مع حلول المساء، تحولت شوارع الضاحية الجنوبية إلى مشهد أشبه بسباق ناري: مئات الدراجات النارية تجوب الطرق، أبواق تصدح، أعلام صفراء ترفرف، وهتافات مباشرة ضد نواف سلام.
الرسالة واضحة: “المعركة بدأت”.
في المقابل، مؤيدو القرار يكتبون على وسائل التواصل:
“العبث لن يجدي… الدولة هي المرجعية”.
السيناريو الأول: التصعيد
إذا قرر “حزب الله” كسر القرار بالقوة الناعمة أو الخشنة، فإن المشهد قد يسلك هذا المسار:
- تحريك الشارع: مسيرات، إضرابات، وربما قطع طرقات.
- تعطيل المؤسسات: إقفال أبواب البرلمان والحكومة بوجه أي تنفيذ عملي.
- مناوشات حدودية: عمليات محدودة تعيد ملف السلاح إلى طاولة الصراع الإقليمي.
المخاطر: انهيار أمني، هروب الاستثمارات، وتراجع الثقة الدولية.
السيناريو الثاني: التسوية
على الضفة الأخرى، قد ينجح لبنان في تفادي الانفجار إذا اعتمد خريطة طريق تدريجية:
- جدول زمني لنزع السلاح يبدأ من الجنوب.
- دمج المقاتلين في الجيش أو مؤسسات الدولة.
- ضمانات للطائفة الشيعية بمشاريع تنموية وخدماتية.
- رعاية دولية – إقليمية توازن بين مصالح واشنطن والرياض وباريس من جهة، وطهران من جهة أخرى.
الفوائد: استقرار نسبي، دعم مالي خارجي، وتعزيز سلطة الدولة.
مقارنة المصيرين
العنصر | التصعيد | التسوية |
---|---|---|
بداية المسار | احتجاجات ومناوشات | مفاوضات وتدرج |
اللاعب الأساسي | حزب الله وحلفاؤه | الحكومة برعاية دولية |
المخاطر | فوضى وانهيار اقتصادي | بطء وتنازلات |
الدعم الدولي | يتراجع | يتعزز |
احتمال الحدوث | 35% | 65% |
الأسبوع الحاسم
الأيام المقبلة ستكون اختبارًا حقيقيًا لقدرة الحكومة على الجمع بين الحزم والمرونة.
- إذا اختارت المواجهة السريعة، قد تجد نفسها أمام صيف ملتهب.
- وإذا سلكت طريق التفاوض، فقد تنتظرها شهور طويلة من المساومات والشد والجذب.
الشعب اللبناني يتساءل، رصاصة أو مصافحة؟
في بلد عاش 15 عامًا من الحرب الأهلية، و30 عامًا من هدنة هشة، يعرف اللبنانيون أن المسافة بين الرصاصة الأولى والمصافحة الأخيرة قصيرة… لكن ثمنها قد يكون باهظًا.
الأسئلة الآن معلّقة في الهواء:
- هل ينجح نواف سلام وجوزيف عون في فرض معادلة جديدة بلا سلاح خارج الدولة؟
- أم أن القرار سيبقى حبرًا على ورق أمام نفوذ حزب يمتلك ما يكفي لإفشاله؟
الجواب… ستكتبه شوارع بيروت قبل بياناتها الرسمية.