وكالة أسنا للأخبار ASNA – تشهد الساحة اللبنانية والإسرائيلية توترات متزايدة، وسط تحركات دبلوماسية وتصريحات دولية تركز على السعي لحل الأزمة المتصاعدة بعد اغتيال حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله. تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد الحديث عن احتمال تنفيذ إسرائيل لعملية عسكرية برية محدودة في لبنان، بهدف استهداف بنية حزب الله التحتية على الحدود.
تصريحات بلينكن: نحو حل دبلوماسي
أعلن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن “لبنان والمنطقة والعالم أكثر أمانًا بدون حسن نصرالله”، في إشارة إلى الاغتيال وتأثيره على توازن القوى في المنطقة. بلينكن أكد أن الولايات المتحدة تعمل من أجل حل دبلوماسي يوفر الأمن لكل من إسرائيل ولبنان، ويسمح للمواطنين على جانبي الحدود بالعودة إلى ديارهم بأمان. هذه التصريحات تأتي في إطار محاولات أمريكية مستمرة لتفادي تصعيد أكبر بين الجانبين، خصوصًا بعد التوترات المتزايدة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
كما أكد بلينكن أن واشنطن تسعى للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين، وهو ما يعد جزءًا من جهود دولية لتخفيف حدة المعاناة في غزة واستعادة الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس. هذا الجهد الدبلوماسي يمثل خطوة مهمة في تهدئة الوضع المتوتر في الشرق الأوسط بشكل عام، وفي لبنان وإسرائيل بشكل خاص.
تحركات إسرائيلية عسكرية محتملة
من جهة أخرى، نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤول أمريكي تصريحات تشير إلى أن إسرائيل قد أبلغت الولايات المتحدة بنيتها القيام بعملية برية محدودة في لبنان، من المتوقع أن تبدأ قريباً. وتعد هذه العملية، وفقاً للمصدر، أصغر من حرب إسرائيل ضد حزب الله في عام 2006، ولكنها تركز على إزالة البنية التحتية لحزب الله على الحدود اللبنانية.
تشير هذه التحركات إلى أن إسرائيل ترغب في تقليص القدرات العسكرية لحزب الله دون الانزلاق إلى حرب واسعة النطاق. ومع ذلك، فإن أي عملية عسكرية قد تثير ردود فعل عنيفة من حزب الله، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع على الحدود وزيادة حدة التوترات.
التحذيرات من التدخل الإيراني
في سياق متصل، نشرت صحيفة نيويورك تايمز تصريحات لمسؤولين أمريكيين حذروا فيها من أن خطر التدخل الإيراني في الصراع لا يزال قائماً. إيران، الحليف الرئيسي لحزب الله، قد تلعب دورًا محوريًا في أي تصعيد مستقبلي، وهو ما يزيد من تعقيد المشهد ويضع لبنان في مواجهة خطر تحول الصراع إلى مواجهة إقليمية أوسع.
تداعيات التحركات الإسرائيلية على لبنان
إذا ما نفذت إسرائيل العملية العسكرية المحدودة التي تحدثت عنها، فإن لبنان قد يواجه تحديات كبيرة. من ناحية، قد يؤدي ذلك إلى نزوح جماعي من المناطق الحدودية، ومن ناحية أخرى، قد يفاقم الوضع السياسي الداخلي الهش في لبنان، حيث يواجه البلد فراغًا رئاسيًا وانقسامات سياسية عميقة. تزامن هذه التحركات مع جهود دولية لحل الأزمة دبلوماسيًا يضع لبنان أمام مفترق طرق صعب بين السعي لتجنب تصعيد أكبر والعمل على إعادة الاستقرار إلى حدوده الجنوبية.
يبقى الوضع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية مفتوحًا على جميع الاحتمالات، سواءً كان ذلك تصعيدًا عسكريًا محدودًا أو تحركًا دبلوماسيًا لإنهاء الصراع. وفي ظل هذه الظروف، ستكون التطورات القادمة حاسمة في تحديد مسار الأحداث وتأثيرها على لبنان والمنطقة ككل.