أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن تنظيم داعش ملفوظٌ شعبياً بالكامل من المجتمعات العربية، وأن فكره وممارساته مرفوضين من الأغلبية الساحقة من المسلمين، غير أن التجربة أثبتت أن قلة قليلة تعتنق هذا الفكر المنحرف باستطاعتها إحداث قدرٍ كبير من التدمير والتخريب في أي مجتمع.
وشارك الأمين العام في مؤتمر للتحالف الدولي المناهض لداعش في العاصمة الإيطالية روما يوم الاثنين ٢٨ حزيران ٢٠٢١، ويُشارك فيه أكثر من ٤٠ وزير خارجية ورئيس منظمة دولية.
وأشار أبو الغيط في كلمته إلى أن المعركة مع “داعش التنظيم” لابد أن تسير جنباً إلى جنب مع الحرب على “داعش الفكر”، مؤكداً أن وحدة العمل الدولي هي كلمة السر في القضاء على داعش، وكلما تعززت هذه الوحدة كلما تراجعت فرص التنظيم في النمو ومباشرة تهديداته العابرة للحدود.
وشدّد الأمين العام لجامعة الدول العربية على رفض الجامعة تقسيم سوريا عملياً إلى مناطق نفوذ بين قواتٍ وجيوش أجنبية تتواجد على أراضيها، وحذر من أن تجميد الصراع في سوريا وخفض حدة العنف لا ينفي حقيقة ما يواجهه السوريون من تدهور متسارع في كافة ظروف الحياة، بحيث اصبح اكثر من ١١ مليوناً من بينهم في حاجة إلى مساعدات غذائية.
وشدد أبو الغيط في كلمته على أن الحل السياسي يبقى السبيل الوحيد لمعالجة جذور الأزمة السورية، بدلاً من معالجة مظاهرها أو تسكين أعراضها، مُعرباً عن خيبة الأمل حيال غياب أي تقدم على المسار السياسي لتسوية الأزمة حتى الآن، وداعياً إلى التفكير بعمق في آليات لتفعيل هذا المسار تأخذ في الاعتبار التطورات الميدانية التي طرأت على الصراع خلال الفترة الماضية.
وشدد أبو الغيط على أن سوريا بلدٌ عربي الهوية والانتماء، بالتاريخ والجغرافيا والثقافة، وأن الدول العربية حريصةٌ كل الحرص على استقراره وعروبته، مؤكداً أن هذه العروبة تبقى حقيقة راسخة برغم أية تغيرات طارئة أو محاولات من أطراف إقليمية لسلخ سوريا من عروبتها، ودفعها لتبني أجندات غريبة عليها.
