أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه أجرى محادثة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الأربعاء، حيث اتفقا على “بدء المفاوضات فورًا” لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وتأتي هذه الخطوة قبل الذكرى الثالثة للغزو الروسي لأوكرانيا، وتشكل تطورًا مهمًا في العلاقات المتجمدة بين الولايات المتحدة وروسيا.
تفاصيل المحادثة:
أكد ترامب أنه أبلغ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمضمون المحادثة مع بوتين، حيث وصف زيلينسكي الاتصال بأنه “مهم” وركز على “الفرص المتاحة لتحقيق السلام”. وأضاف أن أوكرانيا مستعدة للتعاون مع الولايات المتحدة لتحقيق هذا الهدف، مشيرًا إلى أن “لا أحد يريد السلام أكثر من أوكرانيا”.
من جانبه، وصف ترامب مكالمته مع بوتين بأنها “طويلة ومثمرة للغاية”، مشيرًا إلى أنهما ناقشا قضايا متعددة، من بينها الحرب في أوكرانيا، والأوضاع في الشرق الأوسط، والطاقة، والذكاء الاصطناعي، وقوة الدولار. وأكد أن الطرفين اتفقا على أهمية وقف الخسائر البشرية الناجمة عن الحرب.
صفقة تبادل الأسرى:
تزامن الاتصال بين ترامب وبوتين مع تنفيذ صفقة تبادل أسرى بين الولايات المتحدة وروسيا، شملت إطلاق سراح المواطن الأمريكي مارك فوغل. وأكد مسؤولون في البيت الأبيض أن هذه الصفقة تعتبر مؤشرًا على استعداد موسكو لبدء المحادثات حول إنهاء النزاع في أوكرانيا.
كما تم إطلاق سراح مواطن أمريكي واثنين من البيلاروسيين، أحدهما كان يعمل لصالح إذاعة “راديو ليبرتي”، من قبل الحكومة البيلاروسية. وأوضحت مصادر أن المفرج عنهم وصلوا إلى السفارة الأمريكية في ليتوانيا، وأن الولايات المتحدة لم تقدم أي تنازلات في المقابل.
تفاصيل الصفقة:
شملت الصفقة إفراج الولايات المتحدة عن الهاكر الروسي ألكسندر فينيك، الذي كان قد تم تسليمه إلى واشنطن في 2022، وأدين لاحقًا بتهمة التآمر لغسل الأموال. وضمن إطار الاتفاق، وافق فينيك على مصادرة 100 مليون دولار من الأصول الرقمية لصالح الحكومة الأمريكية.
الدور السعودي في الصفقة:
كشف مسؤولون أمريكيون أن الصفقة كانت قيد الإعداد لعدة أيام، لكنها اتخذت شكلها النهائي خلال الـ72 ساعة الأخيرة. وأوضح المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لعب دورًا رئيسيًا في إتمام الاتفاق، حيث كان “داعمًا قويًا” للمحادثات بين الطرفين.
الخطوات القادمة:
أعلن ترامب أنه كلف مجموعة من المسؤولين، من بينهم مستشار الأمن القومي مايك والتز، والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية جون راتكليف، بقيادة المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا.
وفي خطوة أخرى نحو تحقيق السلام، من المقرر أن يلتقي نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس ووزير الخارجية روبيو مع الرئيس زيلينسكي يوم الجمعة في ميونيخ لمناقشة سبل بدء محادثات السلام مع روسيا.
تعكس هذه التطورات تحولًا محتملًا في مسار الحرب الأوكرانية، مع دخول الولايات المتحدة في جهود دبلوماسية جديدة لإنهاء النزاع. ويبقى السؤال مفتوحًا حول مدى نجاح هذه المفاوضات، خاصة في ظل التعقيدات الجيوسياسية المحيطة بالأزمة.
