تشخيص بايدن بسرطان متقدم وسريع

جو بايدن يُشخّص بسرطان بروستاتا عدواني امتد إلى العظام… دعم واسع من خصومه وحلفائه

أعلن متحدث باسم الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، في بيان صدر في 18 مايو، أن بايدن تم تشخيصه بنوع “عدواني” من سرطان البروستاتا، وقد امتد المرض إلى العظام، ما يزيد من خطورته. وأضاف البيان أن تشخيص المرض تم في 16 مايو بعد أن عانى بايدن من أعراض بولية، وخلال الفحوص الطبية تم اكتشاف “عُقيدة” في البروستاتا.

ورغم الطبيعة الشديدة للمرض، أوضح المتحدث أن السرطان “يبدو حساسًا للهرمونات”، مما يُتيح فرصًا لعلاجه بفعالية. وأشار إلى أن بايدن وعائلته يدرسون حاليًا الخيارات العلاجية مع الأطباء المختصين.

ويُعد هذا التطور الصحي أحدث منعطف في حياة بايدن، الذي كان قد أنهى حملته لإعادة الترشح للرئاسة في يوليو 2024، عقب أداء باهت في مناظرة أمام خصمه الجمهوري دونالد ترامب، ما أثار قلقًا واسعًا داخل الحزب الديمقراطي. تولّت نائبة الرئيس، كامالا هاريس، الترشيح لاحقًا لكنها خسرت الانتخابات أمام ترامب في نوفمبر.

بايدن، الذي كان الأكبر سنًا بين رؤساء الولايات المتحدة عند انتخابه عام 2020، واجه انتقادات دائمة بشأن حالته الصحية والذهنية، والتي تصاعدت بعد نشر تسجيل لمقابلة أجراها مع المحقق الخاص روبرت هور، أظهرت تراجعًا في الذاكرة وأداءً مترنحًا.

ردود فعل سياسية واسعة

وعقب إعلان التشخيص، تلقى بايدن موجة دعم واسعة من مختلف الأطياف السياسية. وقال الرئيس دونالد ترامب وزوجته ميلانيا إنهما “حزينان لسماع الخبر”، وتمنيا له الشفاء العاجل. كذلك أعربت كامالا هاريس وزوجها عن أملهما في “شفاء كامل وسريع”، مؤكدة أن بايدن “مقاتل” لطالما واجه التحديات بإصرار.

الرئيس الأسبق باراك أوباما قال إن بايدن “لم يفعل أحد أكثر منه لدعم أبحاث علاج السرطان”، وأعرب عن ثقته في قدرته على مواجهة المرض بـ”عزيمته المعهودة”. كذلك أرسل الرئيس الأسبق بيل كلينتون وزوجته هيلاري تمنياتهما بالشفاء، مشيدين بإصراره وشجاعته.

التاريخ الصحي والعائلي

يذكر أن بايدن فقد ابنه “بو بايدن” في عام 2015 بسبب ورم في الدماغ، وقد مثّل ذلك ضربة قوية للعائلة. وكان بايدن قد خضع لفحص طبي روتيني في 2024، ووُصف حينها بأنه “رجل نشيط ويتمتع بصحة جيدة”، رغم معاناته من انقطاع النفس أثناء النوم.

كما خضع سابقًا لإزالة ورم جلدي من صدره، والذي تبيّن أنه من نوع سرطاني شائع يُدعى “سرطان الخلايا القاعدية”، ولم يتطلب علاجًا إضافيًا.

نظرة على المرض

يُعد سرطان البروستاتا من أكثر أنواع السرطان شيوعًا لدى الرجال، ويُقدر أن نحو 12.9% من الرجال في الولايات المتحدة سيتم تشخيصهم به خلال حياتهم. ومع أن فرص البقاء على قيد الحياة تصل إلى 97.9% في حال لم يكن المرض قد انتشر، فإن هذه النسبة تنخفض إلى حوالي 37% عندما ينتشر السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم.

العلاجات المتاحة تشمل الجراحة، والعلاج الإشعاعي، والعلاج الهرموني، والعلاج الكيميائي، وحتى المناعي. وفي بعض الحالات، يمكن اتباع نهج “المراقبة النشطة”، خاصة في المراحل المبكرة من المرض.

لكن في حالة بايدن، ومع وجود درجة غليسون 9 (وهي الأعلى في تصنيف شدة المرض)، فإن الأمر يتطلب تدخلًا عاجلًا ومكثفًا.

رغم التحديات الصحية والسياسية التي واجهها بايدن، يُجمع خصومه وحلفاؤه على دعم معركته الجديدة مع المرض، متمنين له الشفاء الكامل، في موقف يعكس الإنسانية التي تتجاوز حدود الخلافات السياسية.

Join Whatsapp