وكالة أسنا للأخبار ASNA – واشنطن
في ضربة وصفت بأنها الأعنف والأكثر دقة منذ بداية الصراع النووي مع إيران، أعلنت الإدارة الأميركية أن منشأة “فوردو” النووية الإيرانية، وهي واحدة من أكثر المواقع تحصيناً في العالم، لم تعد موجودة عمليًا كقدرة نووية بعد الهجوم الأميركي الأخير الذي قاده الرئيس دونالد ترامب.
الضربة التي شاركت فيها أكثر من 125 طائرة، بما فيها قاذفات B2 الشبحية، وصواريخ خارقة للتحصينات تزن أكثر من 30,000 رطل، استهدفت منشآت فوردو، نطنز، وأصفهان، ودمرت البنية التحتية الحيوية لتخصيب اليورانيوم، وفق تقييمات أميركية وإسرائيلية ودولية.
مصير البرنامج النووي الإيراني: سنوات إلى الوراء
مدير وكالة الاستخبارات المركزية جون راتكليف أكد أن “برنامج إيران النووي تعرض لضرر بالغ لا يمكن إصلاحه بسرعة”، بينما أضافت مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد أن إعادة بناء المواقع الثلاثة تتطلب سنوات طويلة، إن استطاعت طهران أصلاً الوصول مجددًا إلى المواد والمعدات الأساسية.
المعلومات المستقاة من الأقمار الصناعية وتقارير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت أن أجهزة الطرد المركزي في فوردو “دُمرت بالكامل”، وأن “الهياكل تحت الأرضية إما انهارت أو أصبحت غير صالحة للعمل”.
ماذا بعد؟ كيف قد يتعامل ترامب مع أي محاولة إيرانية للعودة؟
رغم حجم الدمار، لا شيء يمنع إيران من محاولة إعادة إحياء برنامجها النووي، لا سيما في ظل ضغوط داخلية وتهديدات خارجية. لكن السؤال الأهم: هل ستسمح إدارة ترامب بذلك؟
الإجابة، وفق مراقبين، هي “قطعًا لا”، بل إن ما حدث يمثل رسالة واضحة بأن أي محاولة إيرانية مستقبلية لإعادة تخصيب اليورانيوم أو بناء منشآت سرية ستقابل برد عسكري “أكثر حدة وسرعة”.
الرئيس ترامب قالها صراحة: “الدمار كان تحت الأرض، في قلب المنشأة.. إنها ضربة في الصميم.. Bullseye!“، مؤكدًا أن واشنطن لم تعد تنتظر تقارير أو اتفاقات طويلة الأمد، بل ستعتمد على الردع المسبق والضربات الوقائية.
السيناريوهات المتوقعة
- الردع بالدمار الكامل
يبدو أن سياسة “الردع بالعقاب” التي انتهجتها إدارة ترامب قد أثبتت فاعليتها، فبعد الضربات، خفتت نبرة التهديدات الإيرانية، وبدأت طهران تبحث عن دعم سياسي دولي لتخفيف الضغط. - الاستخبارات أولاً
واشنطن باتت تعتمد على شبكة استخبارات دقيقة، قادرة على رصد أي تحرك حتى داخل الجبال، وهو ما يؤكد أن المفاجآت باتت مستحيلة بالنسبة للإيرانيين. - سياسة “الخط الأحمر الحقيقي”
بخلاف الإدارات السابقة، رسم ترامب خطًا أحمر حقيقيًا – ليس على الورق، بل على الأرض، بالصواريخ والدمار، والرسالة وصلت: النووي الإيراني انتهى، وأي محاولة لإحيائه ستنتهي هي الأخرى.
كيف سيكون الرد الإيراني؟
المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أقر بوجود “أضرار جسيمة”، لكنه لم يعلن نية إعادة البناء فورًا. من المرجح أن إيران ستتبنى سياسة المماطلة والضبابية، مع محاولة العمل في الخفاء، لكن الواقع الجديد مختلف، فـ”فوردو” لم يعد قابلاً للإخفاء أو الحماية.
البرنامج النووي الإيراني تعرض لنكسة استراتيجية غير مسبوقة. المنشآت دُمرت، والموارد باتت نادرة، والخيارات محدودة. أما من الجهة الأخرى، فقد أكد ترامب أن أي عودة نووية إيرانية ستقابل بعاصفة جديدة – وربما أعنف من الأولى.
إيران اليوم ليست فقط على بعد سنوات من القنبلة، بل أصبحت، ولأول مرة منذ عقود، تحت رحمة الردع العسكري الأميركي المباشر.
في عهد ترامب، لم يعد هناك وقت لـ”صبر استراتيجي” أو “مفاوضات عبثية”. هناك سياسة جديدة عنوانها:
“منشآتك النووية؟ لن نناقشها… سنُدمرها.”