في اتصال مع الدكتور حيدر هرموش من العاصمة الفرنسية باريس، أدان هرموش جريمة قتل المدرّس الفرنسي واعتبرها عملية اغتيال وحشية، ودعا “كل انسان متحضّر” إلى “إدانة الاغتيال الوحشي للمعلم الفرنسي (صامويل باتي)” معتبراً ذلك “واجب انساني، بغض النظر عن الانتماء العقائدي لهذا او ذاك، خصوصا من نصبوا أنفسهم أوصياء على الدين وأصدروا فتاوى: أن القاتل في الجنة وأن المقتول في النار”.
وأضاف أن “الإرهاب لا لون له ولا دين، يجب محاربته والعمل على عدم انجرار الجيل القادم في دوامة الخلط بين الاحداث والانفعالات. علينا إدانة التطرف بكل أشكاله”.
وأشار هرموش “ليس هكذا تكافأ فرنسا التي تحتضن حوالي ال 10 ملايين مسلم وبينهم حوالي ال 50 ألف شيشاني الذين هربوا من روسيا ولجؤوا إلى فرنسا فوجدوا ملاذا آمنا لهم في ظل القوانين الفرنسية التي تحمي حرية التعبير.”
وطرح الدكتور حيدر هرموش سؤالاً مباشراً “ما رأيكم ببعض البشر الذين يشتمون الذات الإلهية والدين والرسل والملائكة ويلعنون السماوات؟
الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز من بعد بسم الله الرحمن الرحيم * إن الله يدافع عن الذين آمنوا * صدق الله العظيم.
الله سبحانه وتعالى لم يقل: إن الذين آمنوا يدافعون عن الله.”
وتوجّه هرموش إلى الشعب العربي والمسلمين داعياً إلى إعمال العقل بالنقل. واضاف “كما أدعو إلى إعادة النظر في نظام التعليم الديني ونظام تدريس مايسمى “برجال الدين” مع أنه لا يوجد مهنة رجال الدين أو مفتين في الإسلام وهذه بدعة ابتدعوها حتى تستغل في خدمة الحكام وسياساتهم.”.
وانتقد الذين يستعملون الدين لغايات وأهداف قائلاً “يتاجر البعض بمنبر رسول الله، يتاجرون ببناء المساجد، بدورات القرآن الكريم، بالفتاوى و كل فتوى لها ثمن وكل تفسير له ثمن . يتاجرون بالدين ليشترون بآياته ثمنا قليلا.
أنا لست ضد الدين ولست ضد النصوص الدينية، لكنني اختلف مع هؤلاء الإرهابيين المتشددين الذين يفسرون تلك النصوص لخدمة أهدافهم الاجرامية.”
وأكّد استنكاره للجريمة الشنعاء مشدّداً “أكرر استنكاري الشديد بالتعدي على (الأستاذ صامويل باتي) من شاب أهوج يدعي الإسلام، ولا نعلم من حرض لهذه الجريمة النكراء والتي ليس لها علاقة بالمسلمين الذين يشكلون شريحة مهمة في المجتمع الفرنسي والعاملين فيها كمعلمين وأطباء ومهندسين ورجال أعمال وسياسيين وعمال يخدمون فرنسا في كل القطاعات.”
ودعا هرموش إلى دعم القطاع التربوي في مهمته التعليمية وتفعيل الحوار بين الخلية المنزلية والمدرسية.
وختم قائلاً علينا التمسك بشعار: لا للجهل، نعم للعلم والمعرفة لبناء مستقبل واعد لأبنائنا.”
الدكتور حيدر أحمد هرموش، هو طبيب أطفال وحديثي الولادة والخدج من مواليد الحدادين طرابلس. انتقل إلى باريس عام ٢٠١٢ حيث هو عضو في نقابة الاطباء، وهو مسؤول عن قسم الطفولة المبكرة في ثلاث مراكز طبية في منطقة باريس الكبرى. والدكتور هرموش ناشط اجتماعي وخبير سياسي مطّلع ومواكب للعديد من التطورات والاحداث في منطقة الشرق الاوسط والعالم.