مقابلة مع مؤسّس ورئيس جمعية T.E.R.R.E. Liban بول أبي راشد

في حديث مع موقع “أخبار سايت دوت كوم” علّق مؤسّس ورئيس جمعية الأرض لبنان TERRE Liban الاستاذ بول أبي راشد، على قرار البنك الدولي بإلغاء تمويل سدّ بسري وأشار “هذا انجاز! فبتاريخ البنك الدولي قليلةٌ هي المشاريع التي استطاعت منظّمات المجتمع المدني إيقاف تمويلها، فكيف مشروع كبير كسدّ بسري!”

وأوضح أبي راشد “في حين أن المشروع لم يُلتغى وإنما كما نعلم فقد كان بإشراف البنك الدولي، وبالتالي للحصول على مبلغ ٣٠٠ مليون دولار من أية جهة أخرى فالموضوع يتطلّب أن تتناسب الشروط لما يتناسب مع نفس شروط البنك الدولي وعلى المشرفين على المشروع البدء من الصفر بدأً بموافقة البلديات ومراجعة الأثر البيئي الذي انتهت صلاحيته، وبرأيي الشخصي – حسب أبي راشد- هذا الشيء يأخذ وقتاً والوصول الى النتيجة بعد الاطلاع على الملفات التي أدّت إلى الغاء التمويل لذلك هناك صعوبة للحسم بسهولة التمويل من جهة أخرى لاستكماله”.

الردّ على تغريدة جبران باسيل

أما بالنسبة لتغريدة جبران باسيل على تويتر أكّد أبي راشد “أنها من باب الحرب الإعلامية ورفع معنويات المؤيدين للتيار الوطني الحر” وأوضح “ولكن لا اعتقد حسب المعطيات التي عندنا أننا سوف نندم، لأنه بالحلول الموجودة التي هي أقل كلفة وتنفّذ بسرعة أكبر وانشالله يصبح المرج محميّة وتعرف الناس ما الذي تمّ انقاذه”.

الحلول البديلة 

في موضوع الحلول البديلة شرح لنا التالي وقال “سوف أتكلم عن ثلاث دراسات التي هي بين أيدينا وهي حلول بديلة لسد بسري.

الدراسة الأولى هي من المعهد الفدرالي الألماني بين عامي ٢٠١٠ و ٢٠١٤ وقد درسوا نبع جعيتا الذي هو النبع الرئيسي لإيصال المياه إلى بيروت وتبيّن مع الدراسة ضرورة حماية النبع من خلال إيقاف التلوّث الذي يهدّده واعتبرت الدراسة أنه بإمكاننا أن نزيد كمية المياه التي نجرّها منذ المئة سنة التي مرّت في أنفاق تُسرق منها المياه أو تُهدَر منها بسبب التسرّب، يمكن إضافة نفق آخر وإصلاح النفق الموجود وشبكة المياه بين الضبية وبيروت وبهذه الطريقة نؤمّن مياه إضافية لبيروت حسب اقتراح ال BGR المعهد الفدرالي الألماني.

القسم الآخر هو تقييم الأثر البيئي لاستراتيجية خطّة المياه والحلول البديلة والتي تركّز على ينابيع المياه الحلوة في البحر ونعود إلى عام ٢٠١٤ حين حدّثت ال UNDP دراسة المياه الجوفية وتوصّلوا أنه لا يوجد عجز مائي في لبنان للمياه الجوفية لا بل لدينا فائض، لذا إذا قفزنا فشخة من بيروت إلى وادي شحرور إلى كفرشيما إلى انطلياس وقمنا بحفر بئر، بئرين أو عشرة آبار فنستطيع في موسم الشحّ إيصال مياه إضافية إلى برج حمود أو إلى الضاحية الجنوبية”.

وأكمل أبي راشد أن “تنفيذ الحلول البديلة أسرع وأرخص بكثير من مشروع السد الذي ما كان ليتمّ إنجازه اقلّه خلال عشرون عاماً بعد تدمير مرج بسري”.

الأملاك التي اشترتها الدولة

وحين سألناه عن مصير الأملاك التي اشترتها الدولة من الأهالي أجاب أبي راشد، أنّه “بتاريخ الدولة اللبنانية، الذي هو تاريخ هدر وفساد هذه كانت الصفقة الأربح التي قامت بها الدولة اللبنانية في شراء متر الأرض في منطقة مرّ فيها المسيح، مقابل ٣٠ ألف ليرة، في منطقة خصبة للزراعة ومملوءة بشجر الصنوبر في منطقة خالية من الباطون في منطقة كلها جمال وسياحية، مجرّد أن تحوّل الدولة المرج الى محميّة وتضع رسم دخول اليها يمكنها تسديد ثمن الارض وبالتالي نحن مع إعلان مرج بسري محميّة طبيعية”.

السدود الأُخرى

بالنسبة إلى السدود الأخرى أكّد أنّه “ما زال لدينا فرصة لإيقاف مجزرة نهر ابراهيم التي هي سدّ جنّة لأن السدّ ما زال في بدايته ليس كما حصل في بقعاتة كنعان. والدليل على ذلك أنه في بقعاتة كنعان يقومون بتزفيت الوادي بكلفة عالية فكيف يمكنك تزفيت مليوني متر مربّع من الأراضي في جنّة؟ منطقة مليئة بالمغاور التي تنقل المياه من جنّة الى جعيتا حسب دراسة الBGR وال UNDP وبالتالي بإغلاق التسرّب من جنّة إلى جعيتا نضرّ بكمية المياه في جعيتا ونحن اليوم سوف نطلق حملة إيقاف تدمير نهر ابراهيم وإيقاف استكمال مشروع جنّة”.

مهمّة T.E.R.R.E. Liban اليوم

وأكمل أبي راشد بالحديث عن سياسة ومشروع “جمعية الأرض لبنان” وشرح قائلاً “اتّخذت جمعية TERRE Liban قراراً منذ حوالي الستة أشهر بالتركيز على السياسات البيئية في لبنان وقمنا بإحصاء مع مئة خبير بيئي في لبنان وتبيّن معنا عشر أولويات ينبغي التدخل بها في لبنان وأستطيع أن أقول أن الأولويات الثلاث الأولى هي ترتيب الأراضي، المياه والنفايات كما يجب إعلان حالة طوارئ بيئية ونبدأ بإيجاد حلول للأولويات العشر ولكننا لم نجد تجاوباً مع وزير البيئة أو مجلس الوزراء. نأمل اليوم أن نستطيع الضغط على الحكومة الجديدة في هذا المجال كما ما زال مؤتمر سيدر أولوية كونه يحتوي على مجموعة مشاريع مضرّة بالبيئة على مثال مشروع سدّ بسري.

مستقبل مرج بسري وما هي الحاجة الأساسية اليوم

سألنا الأستاذ أبي راشد عن مستقبل سدّ بسري وما يأملون أن يحصل، أجاب “نحن بحاجة لدعم معنوي كما حصل في سدّ بسري لإنقاذ طبيعة لبنان وتنظيم العمل في محميّة مرج بسري ويجب تجهيز فريق بسري بالمعدّات لإطفاء الحرائق وإمكانية التنقّل في المرج ومعالجة النفايات في المرج وهناك أيضاً ضرورة مراقبة الطيور والصيد العشوائي وما الى ذلك”.

وأكمل “لقد أسّسنا فرع خاص لTERRE Liban مع الشبيبة في ضيعة بسري ويستقبل الفريق الزائرين مروّجين شرعة المتنزّه في محميّة مرج بسري لتوعية الناس. ومن إحدى الطرق التي يحاول الفريق توعية الزوّار للمحميّة هي حول الطيور المهاجرة ونحن بحاجة للمناظير Binoculars لمتابعة الطيور وتمرين المتطوّعين وأيضاً نريد تأمين ما يلزم لمراقبة وتجنّب الحرائق ومعالجة النفايات التي يخلّفها الزوّار من حيث فرزها وتحويل ما يمكن منها إلى سماد فهنالك العديد من المشاريع التي ينبغي متابعتها لكي لا نذهب من مشروع سدّ إلى مشروع فوضى، ومن المهم أن نركّز على طرق المساعدة في هذه النقاط، لدينا سكان المنطقة الذين يمكن خلق فرص عمل لهم ونحن في أمسّ الحاجة اليوم للمساعدة في هذه التفاصيل، فمثلاً دخل اليوم الأحد ٤٣٠ سيارة إلى المرج من مدخل بسري وحده”.

وكان البنك الدولي قد حدّد ٤ أيلول المهلة لتنفيذ بنود الاتفاق بين الحكومة اللبنانية والبنك، وفي التاريخ المحدّد بعد فشل الالتزام بالاتفاق أعلن البنك الدولي سحب التمويل فوراً حسب الكتاب الذي وجّه للحكومة اللبنانية وبذلك يكون قد سقط المشروع في وسط انقسام الشارع بين مؤيّد ومعارض، في السياق نفسه أكّد البنك الدولي التزامه في الوقت الخالي بتغطية بعض المصاريف المتعلّقة بالإجراءات المالية وحماية البيئة.

يمكنكم التواصل مع جمعية TERRE Liban على موقع الجمعية الرسمي http://www.terreliban.org

Rue President Charles Helou – Imm. Chahine – P.O. BOX 4023 4
Baabda
Liban
E-mail :[email protected]
Téléphone : Whatsapp +961 70 001 035 /+ 961 5 923060
https://www.facebook.com/TerreLiban/

Join Whatsapp