رولان خوري كازينو لبنان bet arabia

خاص: كازينو لبنان و”Bet Arabia” تحت مجهر القضاء في قضايا فساد وتبييض أموال

بيروت – يوليو 2025

تشهد الساحة اللبنانية واحدة من أكثر القضايا القضائية إثارة للجدل في السنوات الأخيرة، بعد توقيف رئيس مجلس إدارة كازينو لبنان رولان خوري، وفتح تحقيقات واسعة في أنشطة غير قانونية متعلقة بالمقامرة عبر الإنترنت وتبييض الأموال، تتصدرها شركة “Bet Arabia” التي ارتبط اسمها بكازينو لبنان.

توقيف رئيس كازينو لبنان

في الأول من تموز/يوليو، أوقف جهاز أمن الدولة رولان خوري، رئيس مجلس إدارة كازينو لبنان، بعد تحقيق دام لأكثر من ست ساعات، بإشارة من القاضية دورا الخازن. ووفق المعلومات، فإن التوقيف جاء على خلفية شبهات تورط خوري في ملفات المقامرة الإلكترونية والتعاون غير المشروع مع شركة “Bet Arabia”.
وكان خوري قد خضع قبل أسبوع لتحقيق مماثل وأُخلي سبيله، إلا أن القضاء أصدر لاحقاً قراراً بمنعه من السفر، ما دفعه إلى العودة إلى لبنان لمتابعة القضية.

“Bet Arabia”: تحت المجهر

تُعد “Bet Arabia” المشغّل الرئيسي لعمليات ألعاب الميسر والمراهنات الرياضية عبر الإنترنت المرتبطة بكازينو لبنان. وتُتهم الشركة بالعمل من دون ترخيص شرعي، ما دفع ديوان المحاسبة إلى وصفها بأنها جزء من “السوق السوداء” الإلكترونية.
الشركة مملوكة بشكل أساسي من قبل هشام عيتاني وجاد غاريوس، وتحقق أرباحاً سنوية ضخمة تصل إلى 100 مليون دولار، في حين لا تتعدى حصة كازينو لبنان وخزينة الدولة 16% إلى 18% من هذه الإيرادات.

مداهمات وتوقيفات

في حزيران/يونيو الماضي، نفذ جهاز أمن الدولة سلسلة مداهمات طالت مكاتب “Bet Arabia” وكازينو لبنان، أسفرت عن مصادرة أجهزة كمبيوتر وسيرفرات. كما تم توقيف 12 شخصاً من أصحاب صالات القمار، وإغلاق عدة مراكز في بيروت وجبل لبنان وزغرتا والبترون.
ومن أبرز الموقوفين:

  • جاد غاريوس: رئيس مجلس إدارة شركة OSS المشغلة لـ”Bet Arabia”.
  • داني عبود: مدير الشركة، وقد أوقفا بتهم تتعلق بالإثراء غير المشروع وهدر المال العام.

شبهات تبييض أموال وعقود مشبوهة

التحقيقات كشفت عن وجود عقود مالية مشبوهة، خاصة في التعاون بين كازينو لبنان وشركات مثل “OMT”، التي يُعتقد أنها سهلت عمليات دفع الأموال للمقامرين عبر الإنترنت.
وتُتهم إدارة الكازينو السابقة بتسهيل عمليات تبييض أموال عبر صالات المراهنات، الأمر الذي أساء لسمعة الكازينو كمرفق سياحي عريق، محوّلاً إياه إلى ما يشبه “بؤرة للفساد”، وفق توصيف مصادر قضائية.

خلفيات سياسية وضغوط فاشلة

تجدر الإشارة إلى أن تعيين رولان خوري في منصبه تم خلال عهد الرئيس السابق ميشال عون، بدعم من التيار الوطني الحر. وتشير تقارير إعلامية إلى أن التيار حاول الضغط لمنع توقيفه، لكن هذه المساعي باءت بالفشل أمام المسار القضائي المتقدم.

غموض في مصير خوري

رغم تأكيد غالبية المصادر توقيف خوري، أفاد أحد الوكلاء القانونيين لكازينو لبنان أن رئيس مجلس الإدارة لم يتم توقيفه رسمياً، ما يفتح الباب أمام تضارب في المعلومات ويزيد من تعقيد المشهد القضائي والإعلامي.

خطوات مقبلة

من المتوقع أن يصدر الرئيس جوزاف عون قراراً بتعيين رئيس جديد لمجلس إدارة الكازينو في ظل هذه التطورات. فيما تتواصل التحقيقات لكشف المزيد من التفاصيل حول شبكة الفساد والجهات المتورطة في عمليات التغطية والتمويل.

أثر اجتماعي واقتصادي

القضية أثارت قلقاً واسعاً في الأوساط الشعبية والاقتصادية، خصوصاً مع تزايد المخاوف من تأثير المقامرة الإلكترونية على الشباب، وانتشار الإدمان والخسائر المالية. وتشهد منصات التواصل نقاشاً محتدماً حول ضرورة ضبط قطاع الألعاب الإلكترونية وإعادة هيكلة الكازينو وفق معايير الشفافية والمحاسبة.

تكشف قضية كازينو لبنان و”Bet Arabia” عن شبكة متشابكة من الفساد والإثراء غير المشروع، مع تورط شخصيات نافذة وشركات تعمل خارج الأطر القانونية. التحقيقات المستمرة تُعد بمثابة اختبار جدي لاستقلالية القضاء اللبناني وقدرته على مواجهة نفوذ المال والسياسة.

تقرير خاص – وكالة أسنا ASNA

Join Whatsapp