يترقَّب لبنان تصريحات أمين عام «حزب الله»، حسن نصر الله، بعد ظهر اليوم (الجمعة)، بحذر وقلق ظهرت معالمهما في الشارع؛ لجهة تقلُّص حركة السكان إلى حد كبير، وتعطيل المدارس والمؤسسات التجارية في بيروت وضاحيتها الجنوبية، كذلك في الأوساط السياسية التي تنتظر موقفاً «من شأنه أن يحدد معالم التطورات الأمنية في الجنوب»، حسبما قالت مصادر نيابية مواكبة لـ«الشرق الأوسط».
وأقفلت المدارس أبوابها في ضاحية بيروت الجنوبية ومحيطها، بالتزامن مع ترتيبات أمنية يتخذها «حزب الله» لمواكبة الاحتفال الذي يقيمه في الضاحية. وقد أنهى الحزب الاستعدادات لاستقبال آلاف المشاركين بالاحتفال المركزي في «باحة عاشوراء» بمنطقة الجاموس في الضاحية، بالتزامن مع استعدادات مماثلة في الجنوب وبعلبك (شرق لبنان).
وفي جولة لـ«الشرق الأوسط»، ظهرت حركة الناس في أدنى مستوياتها، اليوم (الجمعة)، حيث تخلو طرقات الضاحية وبيروت من حركتها المعهودة، بينما تقلَّصت الحركة عبر أوتوستراد الجنوب لمستويات قياسية.
ولا يتوقَّع لبنانيون أن يعلن نصر الله الحرب، رغم تأكيدهم أن خطابه سيحدد على الأرجح وجهة البلاد في المرحلة المقبلة. ويتوقع مطلعون على موقف «حزب الله» أن يعلن نصر الله رفضه لـ«سحق حماس»، وأن يطالب بإيقاف الحرب في غزة، ويؤكد أن قتال الحزب على الجبهة الجنوبية وسقوط القتلى من مقاتليه «يهدف إلى حماية لبنان».
وتراجعت وتيرة المعارك في الجنوب صباح اليوم بعد تصعيد كبير يوم الخميس أسفر عن مقتل 5 مقاتلين لـ«حزب الله»، مما يرفع عدد قتلاه إلى 56 منذ 10 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وكان الجيش الإسرائيلي قصف مناطق واسعة في لبنان في أعقاب هجمات لـ«حزب الله» استهدفت 19 موقعاً إسرائيلياً بشكل متزامن، واستهداف موقع آخر بمسيَّرات انتحارية أدخلها الحزب إلى المعركة أخيراً. وشيَّع الحزب قبل ظهر الجمعة قتيلين، بينما حدد ساعات بعد الظهر التي تسبق خطاب نصر الله، لتشييع القتلى الثلاثة الآخرين.