أعلنت وزارة الدفاع للاحتلال الإسرائيلي، يوم الثلاثاء الثامن من تشرين الثاني 2021، الانتهاء من بناء الجدار الفاصل حول قطاع غزة المحاصر، وذلك خلال حفل حضره وزير الدفاع، بيني غانتس ورئيس هيئة الأركان، أفيف كوخافي، إضافة لمسؤولين كبار في الجيش الاسرائيلي.

ونشرت الوزارة الإسرائيلية تقريراً على موقعها الإلكتروني الرسمي، يوضح مواصفات الجدار ومراحل بنائه والتكاليف.

يبلغ طول الجدار الفاصل 65 كيلومترا، واستغرقت أعمال البناء ثلاث سنوات ونصف السنة متواصلة.

وشملت التصاميم الهندسية سوراً تحت الأرض يمتد على طول كامل الحدود مع غزة ومزوداً بتكنولوجيا متقدمة من أجهزة الاستشعار والمراقبة للكشف عن الأنفاق.

ويمتد السور من تحت الأرض إلى جدار فوق سطح الأرض بارتفاع ستة أمتار، وعقبة مائية ونظم مراقبة وكشف إضافة لغرف قتالية، الهدف منها منع عمليات التسلل من قطاع غزة إلى داخل إسرائيل.

وأشارت صحيفة جيروزاليم بوست، أنه بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 2014، المعروفة إسرائيلياً باسم “الجرف الصامد”، ونتيجة نجاح مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية في القطاع (حماس) في استخدام الأنفاق للتصدي للعدوان، اقترح جيش الاحتلال بناء حاجز لإزالة “خطر الأنفاق”.

وهذا ليس الجدار الوحيد الذي تبنيه إسرائيل لحصار الفلسطينيين، في 2002 خلال عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، أرئيل شارون، بدأت حكومة الاحتلال بناء جدار الفصل العنصري لعزلة الضفة الغربية عن أراضي الخط الأخضر.

وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، وصفت إسرائيل، في نيسان/أبريل الماضي، بأنها نظام “فصل عنصري واضطهاد”، لانتهاكها حقوق الشعب الفلسطيني.

يشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يفرض حصاراً خانقاً ومتواصلاً على قطاع غزة منذ عام 2007، على نحو أكثر من مليوني فلسطيني يعانون أوضاعا معيشية صعبة.

وخلال 14 سنة من الحصار المتواصل شنت إسرائيل أربع عمليات عسكرية رئيسية ضد أهالي القطاع أسفرت عن آلاف الضحايا من الفلسطينيين وتدمير واسع للقطاع.

في 2008، شن الجيش الإسرائيلي حرباً على قطاع غزة، تُعرف إسرائيلياً باسم “الرصاص المصبوب”، وفلسطينياً بـ “حرب الفرقان”، استمرت 21 يوماً استخدمت فيها إسرائيل أسلحة غير تقليدية ضد الفلسطينيين العزل كان أبرزها قنابل الفسفور الأبيض، واليورانيوم المخفف، بحسب تقارير حقوقية دولية.
راح ضحيتها أكثر من 1436 فلسطينياً، وأصيب أكثر من 5400 آخرين نصفهم من الأطفال، في حين اعترفت تل أبيب بمقتل 13 إسرائيلياً بينهم 10 جنود وإصابة 300 آخرين.

وفي 2012، شنت إسرائيل عملية عسكرية، سمتها “عامود السحاب”، وأطلقت عليها حماس “حجارة السجيل”، استمرت لمدة 8 أيام، أسفرت عن مقتل 162 فلسطينياً، وجرح نحو 1300 آخرين، في حين قتل 20 إسرائيليًا وأصيب 625 آخرين، معظمهم بـ”الهلع”، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.

وفي 2014، شنت إسرائيل عمليتها الثالثة تحت اسم “الجرف الصامد”، في حين أطلقت عليها حماس اسم “العصف المأكول”، واستمرت “51” يوما تسبب بمقتل 2322 فلسطينياً، وجرح نحو 11 ألفا آخرين، وسقوط 68 جندياً إسرائيلياً، وخمسة مدنيين، إضافة لإصابة أكثر من 2500 آخرين.

وفي 2021، في العاشر من أيار/مايو الماضي، تحولت الاحتجاجات المؤيدة لسكان الشيخ جراح الفلسطينيين إلى مواجهات مع المستوطنين والشرطة الإسرائيلية وكانت الشرارة وراء اندلاع مواجهات في إسرائيل والأراضي الفلسطينية، أعقبتها مواجهات عسكرية دامية استمرت 11 يوماً بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وجيش الاحتلال الإسرائيلي.

أسفرت عن مقتل 260 فلسطينياً ودمار كبير طال المساكن والبنى التحتية، في حين قتل 13 إسرائيلياً من بينهم جندي بالقذائف التي أمطرت بها حماس المدن والمستوطنات الإسرائيلية.

يشار إلى أن إسرائيل أطلقت على عدوانها الأخير اسم “حارس الأسوار”، بينما أطلقت حماس على عملياتها اسم “سيف الإسلام”.

Join Whatsapp