تسابق فرق البحث الزمن للعثور على غواصة فُقدت أثناء رحلة في أعماق المحيط الأطلنطي لمشاهدة حطام سفينة تيتانيك.

وكان خمسة أشخاص على متن الغواصة السياحية الصغيرة عندما انقطع الاتصال بها بعد حوالي ساعة و45 دقيقة من قيامها برحلة الغطس يوم الأحد.

وكشف خفر السواحل الأمريكي عند الساعة الواحدة ظهر الثلاثاء بتوقيت الساحل الشرقي الأمريكي (الساعة السادسة بتوقيت غرينتش)، إن ركاب الغواصة مازال لديهم حوالي 40 ساعة من الأكسجين.

وتوسعت عملية الإنقاذ إلى المياه العميقة في وسط المحيط الأطلنطي، لكن حتى الآن، لم يتم العثور على شيء.

وحملت الغواصة في رحلتها خمسة أشخاص، هم رجل الأعمال البريطاني هاميش هاردينغ، ورجل الأعمال البريطاني الباكستاني شاهزادا داود وابنه سليمان، والمستكشف الفرنسي بول هنري نارجوليت، بالإضافة لستوكتون راش- الرئيس التنفيذي للشركة المالكة للغواصة أوشين غيتOceanGate.

وقال الكابتن جيمي فريدريك من خفر السواحل الأمريكي، في مؤتمر صحفي بعد ظهر يوم الثلاثاء، إن أطقم خفر السواحل “تعمل على مدار الساعة” للعثور على الغواصة، لكن حتى الآن، “لم يسفر البحث عن أية نتائج”.

وأضاف أن عملية البحث “كانت معقدة للغاية” وتتم في “مساحة هائلة”.

وتساهم الوكالات وقوات البحرية والشركات التجارية العاملة في أعماق البحار من الولايات المتحدة وكندا في عملية البحث والإنقاذ، باستخدام طائرات عسكرية وغواصة وعوامات تعمل بموجات السونار. كما أن هناك العديد من السفن الخاصة التي تساعد أيضا.

كما وصلت إلى الموقع السفينة التجارية ديب إنيرجي لمد الأنابيب تحت الماء، مزودة بغواصات تصل لأعماق بعيدة.

وقال عالم المحيطات وصائد حطام السفن المشهور عالميا، ديفيد ميرنز، لبي بي سي إنه يأمل أن تصل غواصات ديب إنيرجي إلى عمق 3800 متر عند حطام السفينة تيتانيك للبحث عن الغواصة المفقودة.

ويعرف ميرنز شخصيا اثنين من الركاب على متن الغواصة، وهما رجل الأعمال البريطاني هاردينغ، 58 عاما، والمستكشف نارجوليت، 77 عاما.

ورجل الأعمال هاردينغ هو أيضا مستكشف مشهور سافر إلى الفضاء ويحمل ثلاثة أرقام قياسية في موسوعة غينيس. وكان قد أعلن في نهاية الأسبوع عن أنه “فخور بالإعلان أخيرا عن أنه جزء من رحلة الغواصة السياحية.

أما نارجوليت فهو ضابط سابق في البحرية الفرنسية وغواص، وهو أيضا مدير الأبحاث تحت الماء في شركة تمتلك حقوق إنقاذ حطام تيتانيك.

ويقع حطام تيتانيك على مسافة حوالي 435 ميلا (700 كيلومتر) في المحيط جنوب سانت جونز، نيوفاوندلاند، في كندا، ورغم هذا تدار مهمة الإنقاذ من مدينة بوسطن الأمريكية في ماساتشوستس.

وقال خفر السواحل الأمريكي إن سفينتي الأبحاث بولار برنس، التي كانت سفينة الدعم في الرحلة السياحية يوم الأحد، وسفينة ديب إنيرجي تواصلان البحث فوق سطح المحيط.

وأضاف خفر السواحل أن طائرة كندية من طراز بي3 أورورا، تجري عمليات بحث بالسونار في المنطقة، والتي كانت حتى صباح الثلاثاء أكثر من 10 آلاف ميل مربع (26 ألف و900 كيلومتر مربع).

ويوم الثلاثاء، قامت وزارة البحرية الفرنسية بتحويل مسار السفينة أتالانتي، المجهزة بروبوت يعمل تحت سطح الماء، إلى المنطقة للمساعدة في البحث.

والمركبة المفقودة هي غواصة تحمل اسم تيتان، تابعة لشركة الرحلات السياحية أوشن غيت، وكان الصحفي الأمريكي في شبكة سي بي إس ديفيد بوغ، قد شارك في رحلتها العام الماضي للوصول إلى حطام السفينة تايتانيك.

وقال بوغ لبي بي سي، إنه عندما تكون سفينة الدعم (بولار برنس) فوق الغواصة مباشرة، يمكن إرسال رسائل نصية قصيرة بين الاثنين.

بخلاف ذلك، لا يتوفر الاتصال عبر نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) أو أنظمة الراديو حيث لا يعمل أي منهما تحت الماء.

وأكد بوغ أنه لا يمكن لمن هم على متن الغواصة أن يهربوا بأنفسهم لأنه يجري إحكام فتحات الغواصة بمسامير مثبتة من الخارج.

وتختلف المركبة الغاطسة عن الغواصة. وفقا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، يمكن للغواصة أن تنطلق بنفسها في المحيط من ميناء بشكل مستقل وتعتمد على نفسها، بينما المركبة الغاطسة لديها احتياطيات طاقة محدودة للغاية، لذا فهي تحتاج إلى سفينة رئيسية للدعم يمكنها إطلاقها واستعادتها.

يضاف إلى ذلك أنها تفقد الرؤية بسرعة تحت سطح الماء لأن الضوء لا يمكن أن يخترق العمق لمسافة بعيدة.

وبحسب موقع شركة أوشن عيت، فإنها تمتلك ثلاث غواصات فقط منها الغواصة تيتان هي القادرة على الغوص بعمق كافٍ للوصول إلى حطام تيتانيك.

وتزن الغواصة 23 ألف رطل (10432 كجم)، ووفقا للموقع الإلكتروني، يمكن أن تصل إلى أعماق تصل إلى 13100 قدم.

وتبلغ تكلفة التذاكر 250 ألف دولار لرحلة تستغرق ثمانية أيام ، بما في ذلك الغوص إلى الحطام على عمق 3800 متر.

وكان رجل الأعمال هاردينغ، قد أعلن عن رحلته على وسائل التواصل الاجتماعي في عطلة نهاية الأسبوع، وقال إنه بسبب “أسوأ شتاء في نيوفاوندلاند منذ 40 عاما، من المرجح أن تكون هذه المهمة هي المهمة الأولى والوحيدة المأهولة إلى تيتانيك في عام 2023”.

وكتب لاحقا: “سنحاول الغوص غدا.”

بينما قالت شركة أوشن غيت عند الإعلان عن فقدان الغواصة، إنها “لم تتمكن من إجراء اتصالات مع إحدى مركبات الاستكشاف الغاطسة التي تملكها”، ولكن “تركيزها الكامل كان على أفراد الطاقم في الغواصة وعائلاتهم”.

وأضافت “نحن ممتنون بشدة للمساعدة المكثفة التي تلقيناها من العديد من الوكالات الحكومية وشركات أعماق البحار في جهودنا لإعادة الاتصال بالغواصة”.

وتعتبر الشركة الرحلة التي تستغرق ثمانية أيام على غواصتها المصنوعة من ألياف الكربون “فرصة للخروج من الحياة اليومية واكتشاف شيء غير عادي حقًا”.

وتبحر الغواصة من سانت جون في نيوفاوندلاند، في الرحلة التي تتضمن غوص كامل إلى الحطام، وتستغرق حوالي ثماني ساعات بما في ذلك الهبوط والصعود من الأعماق.

وفقا لموقعها على الإنترنت، لا تزال رحلة استكشافية واحدة جارية وتم التخطيط لبعثتين أخريين في يونيو 2024.

اصطدمت السفينة تيتانيك، التي كانت أكبر سفينة في عصرها، بجبل جليدي في رحلتها الأولى من ساوثهامبتون إلى نيويورك في عام 1912. وتوفي أكثر من 1500 شخص من الركاب وأفراد الطاقم، من أصل 2200 راكب وفرد طاقم كانوا على متنها.

وتمت عمليات استكشاف لحطامها على نطاق واسع في قاع المحيط منذ عام 1985.

Join Whatsapp