سامر مولوي “أستاذ” التحرش: شهادات موثقة بالفيديو.

في مشهد بدا سابقة غير معهودة في مدارس لبنان الرسمية، شهدت ثانوية “جورج صراف” الرسمية المختلطة في طرابلس، انتفاضة كبيرة نفذها الطلاب والطالبات، منذ صباح الاثنين 6 كانون الأول 2021، وأعلنوا إضرابًا مفتوحًا إلى حين محاسبة أستاذ “التربية الوطنية” سامر مولوي، بعد توثيق شهادات تتهمه بالتحرش بالطلاب والطالبات، كما يطالبون بمحاسبة مدير الثانوي محي الدين حداد، نظرًا لاتهامه بالتغاضي المتعمد وتغطيته لسلوك الأستاذ، صاحب التاريخ الحافل بممارسة التحرش.

90 بالمئة من الطالبات!
وأمام باحة الثانوية وداخل أروقة الثانوية، رصدت “المدن” شهادات الطالبات والطلاب، وكذلك بعض العاملات، وتحولت المدرسة إلى ساحة اعتراض واسعة، تخللها الهتافات والصرخات ضد الأستاذ والمدير.

اقتحم بعض الشبان، مكتب المدير، وحاولوا تطويقه ومواجهته بالشهادات الحية، واتهموه بالتواطؤ في التستر على الأستاذ المتحرش منذ سنوات. وقامت طالبات المدرسة بالتحوّل بين الصفوف، وشكلن دعمًا لبعضهن البعض، من أجل رواية قصصهن المؤلمة في المدرسة. وتبين أن أكثر من 90% من الطالبات اللواتي مررن على صف الأستاذ، تعرضن لشتى أنواع التحرش اللفظي والجسدي، سواء داخل الصف والمدرسة أو عبر الهاتف.

والمفارقة أن هذا الأستاذ، لم يكتف بالتحرش بطالباته البنات، بل لديه سوابق بالتحرش بالطلاب الذكور، وفق الشهادات التي رصدناها، وكذلك ببعض عاملات التنظيف وبعض المعلمات.

ويدعي سامر مولوي أنه إعلامي أيضًا. إذ لديه مجموعة واتساب لتناقل الأخبار اسمها “سامريات”، ويضع وسمًا على صدره باسم “سامريات”. كما يبتز طلابه ويحاول ترهيبهم بالقول أن لديه “واسطة”، ومنذ بدء السنة الدراسية قبل نحو الشهر، يدعي أيضًا أنه على صلة قرابة بوزير الداخلية بسام المولوي، لاعتقاده أن الأمر كفيل بترهيبهم!

وحسب معلومات “المدن”، فإن هذا الرجل الذي يرفع شعار الثورة على حسابته على منصات التواصل الاجتماعي، ويعرف عن نفسه “ناشط حقوقي وإعلامي”، سبق أن طُرد من ثانوية إندريه نحاس في الميناء، وكذلك من مدرسة القلمون الرسمية، بسبب شكاوى الطلاب والطالبات منه واتهامه بالتحرش المتواصل.

وأقدمت احدى الطالبات غنى ضناوي على نشر شهادتها على فايسبوك، موثّقة حادثة وقعت في الصف مع مولوي، تروي ما قام به، والشتائم الجنسية التي وجهها للطالبات، ناهيك عن تهديدهن بالضرب والتنكيل.

وتؤكد شهادات الطالبات الناجيات أنهن توجهن مرارًا بتقديم شكاوى لدى المدير، من دون أي استجابة منه، وحسب الشهادات دافع المدير محي الدين حداد عن مولوي ولم يتحرّك بعد الشكاوى.

هذا ورفض مدير المدرسة التكلّم مع الاعلام او الرد على الاتهامات.

من جهتها، تقول الطالبة هبة جاجية (17 عامًا) لـ”المدن”: “جميعنا تعرضنا للتحرش من سامر مولوي، جسدياً ولفظياً. ويتعمد دائمًا الاقتراب منا وملامستنا بالقوة، ولا يخاطبنا إلا بتعابير تحمل إيحاءات جنسية”.

ونشرت المدن عدّة شهادات من الطلاب. فقالت الطالبة ريم كيال (18 عامًا)”: “سبق أن تحرش بي جسدياً ولفظياً، واشتكيت لدى المدير لكنه لم يكترث. وفي إحدى المرات كنت أقف مع رفيقتي وغافلنا بغمرنا سويًا من الخلف”.

ومن المستغرب جدًا هذا التمادي الكبير للأستاذ، من دون أي رادع، ولدى سؤال إحدى العاملات عن سلوكه قالت لـ”المدن”: “نحن نريد العمل فقط، لكن كل الطلاب محقون بشهاداتهم، وحتى نحن نتعرض لمضايقات منه”.

وكان لافتًا إقدام شباب الثانوية على الاعتصام دفاعًا ودعمًا لزميلاتهن، وتوعدوا بمحاسبته شخصيًا إن لم تجرِ محاسبته قضائيًا، وإن لم تتخذ وزارة التربية قرارًا رسميًا بفصله عن التعليم ومحاسبة المدير أيضًا الذي يتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية بسبب توفير الغطاء له.

ويقول طالب الثانوية محمد ألماس (18 عاماً) لـ”المدن”: أقف هنا دفاعًا شخصيًا عن أختي التي تحرش بها المولوي، ودفاعًا عن كل رفيقاتي في الثانوية، وبعض رفاقي الشباب الذين تحرش بهم أيضًا”.

وحسب شهادات الطلاب والطالبات، فإن سامر المولوي كان يبتزهم بالعلامات المدرسية، ويجبرهم مع بداية كل عام مدرسي توثيق رقمه الشخصي وإعطائه أرقامهم الشخصية وبريدهم الإلكتروني.

وأقدم الطلاب أيضًا على توثيق كل المحادثات الهاتفية عبر واتساب، التي يجريها المولوي للتحرش بطالباته بألفاظ وإيحاءات جنسية.

وحضر فريق من وزارة التربية برئاسة رئيسة جهاز الإرشاد والتوجيه، هيلدا الخوري، صباح الاثنين السادس من كانون الاول الى المدرسة للتحقيق مع الطلاب. كما حققت خوري شخصيًا مع مدير المدرسة.

وتتحفظ وزارة التربية حاليًا عن الإدلاء بأي تعليق حول الحادث، لكن معلومات “المدن” تفيد أنه في اليومين المقبلين سيصدر موقف رسمي من الوزراة بالقضية، بعد الانتهاء من التحقيق الذي يتابعه وزير التربية عباس الحلبي شخصيًا.

وحتى الآن، من غير المعروف مكان تواجد سامر المولوي. لكن المعطيات تفيد عن خضوعه للتحقيق، وإبقائه متوارٍ عن الأنظار، بسبب حالة الاحتجاج الكبيرة في الثانوية.

Join Whatsapp