بعد لقاء دام حوالي ال ٤٥ دقيقة في بعبدا خرج الرئيس المكلّف الدكتور مصطفى أديب وألقى تصريحاً سريعاً عبارة عن بضعة كلمات وقال “يعطيكم العافية جميعاً، حضرت اليوم والتقيت فخامة الرئيس لمزيد من التشاور، وانشالله كل خير”.

حمل أديب تشكيلته الحكومية التي عمل عليها بسريّة تامّة ومشاورات خلف الكواليس عُلِمَ منها فقط أن حقيبة المال ليست مع الثنائي الشيعي، وكان هذا كافياً للتنبّؤ بحالتين، قبول الرئيس عون التشكيلة والتوقيع عليها واسقاطها في مجلس النواب أو عدم توقيع الرئيس عليها والمزيد من المشاورات.

وبهذا يكون لبنان وضع ماكرون تحت الأمر الواقع، لن تبصر الحكومة النور دون المزيد من المفاوضات، ولن يتنازل حزب الله عن حق وجوده في التركيبة الحكومية ولن يتخلّى عن حقيبة المال التي تعطيه حق الفيتو في العديد من الأمور.

حسب مصدر متابع للدكتور مصطفى أديب علمنا أن اللقاء بين الرئيس اللبناني العماد ميشال عون والرئيس المكلّف الدكتور مصطفى أديب كان جيّداً بالإجمال، وجميع الأطراف مدركون لحساسية الأمر الواقع، ويعرفون أن العيون الدوليّة على لبنان في هذه الفترة الحسّاسة، كما أن الرئيس عون يعلم تماماً أن المجتمع الدولي بحاجة إليه، وما زال يملك اوراق قويّة لصالحه، زد على ذلك هو السلطة الشرعية وبيده الختم الذي يحلّ أو يربط.

هذا والدكتور أديب يلتقي فكرياً مع الرئيس عون خصوصاً في خبرة أديب في الكليّة الحربية حيث كان يدرّس منذ العام ٢٠٠٠ لغاية ٢٠١٠ ومن خلال أبحاثه التي قام بها عن أمن الانسان والدولة وكونه يشغل موقع رئيس الجمعية اللبنانية للقانون الدولي.

وحسب مصدرنا المتابع للرئيس المكلّف، فهو عرض على رئيس الجمهورية رؤيته للحكومة المقبلة وكيفية وعملها، ولكن تبقى العقدة هي في أن لا يُستثنى فريق أو فئة من الشعب اللبناني من المشاركة فيها.

لذا اتّفق فخامة رئيس الجمهورية العماد عون مع الدكتور مصطفى أديب على المزيد من المشاورات حول النقاط الحسّاسة للوصول إلى تشكيلة حكومية تكون قادرة فعلاً على القيام بدورها على أكمل وجه وترضي الشعب اللبناني، وتكون قادرة على نقل لبنان إلى ما يطلبه الشعب ومحاربة الفساد والدولة المدنية وهي ما أراده الرئيس عون منذ بداية عهده.

وبهذا انتهى اللقاء وغادر الرئيس المكلّف مع موعد الاجتماع المقبل يوم الخميس ١٧ أيلول مع الأمل أن يكون يحمل معه التشكيلة النهائية التي تأتي بحكومة الانقاذ للعهد ولبنان والشعب اللبناني.

Join Whatsapp