أحيت “الشبكة العالمية للدفاع عن الشعب الفلسطيني” اليوم العالمي لحقوق الانسان بحفل أمام بيت الامم المتحدة في بيروت، بعنوان “يوم فلسطين والاسرى والمفقودين وجثامين الشهداء”، بحضور ممثلي الفصائل الفلسطينية واحزاب لبنانية واسرى محررين ومؤسسات حقوقية وشبابية ونسائية، وبمشاركة من المخيمات الفلسطينية والداعمة للاسرى والمعتقلين.
 
افتتح الحفل الامين العام لمركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب حسيب عبد الحميد الذي أكد “ضرورة تطوير الوسائل التقليدية الى ما هو أفعل وأقدر، بدءا من وحدة الصف وتلازم العناوين بين مكونات المؤسسات المتضامنة وتفعيل دور الشبكة والهيئات في مجلس حقوق الانسان والامم المتحدة واستنهاض القوى التحررية في العالم من اجل الضغط لتطبيق القرارات الدولية والعمل بالشرعة الدولية لحقوق الانسان”.
 
وقال رئيس الجمعية اللبنانية للاسرى والمحررين أحمد طالب: “هذه الوقفة هي وقفة حق ضد الباطل، ومعركتنا فكرية واعلامية وثقافية ضد اعداء فلسطين”.
 
وشدد رئيس لجنة الاسرى والمحررين في “الجبهة الشعبية” عبد الله الدنان على “اهمية الجانب القانوني وتفعيل المحاكمات ورفع القضايا بحق قادة الاحتلال، وتفعيل التحركات في كل العالم”.
 
من جهته، ناشد المنسق العام للجنة الوطنية للدفاع عن الاسرى والمعتقلين المحامي عمر زين العالم أن “يعطى الاعلان العالمي لحقوق الانسان معناه الحقيقي من خلال مواجهة الكيان الصهيوني الذي يعمل من اجل تعزيز الكراهية والعنصرية، وليعلن في هذا اليوم عن محاكمة الكيان العنصري لما يرتكبه من جرائم في فلسطين”.
 
وألقى فؤاد بكر كلمة بالنيابة عن مدير مركز الدفاع عن الحريات في فلسطين المحتلة حلمي الاعرج، لفت فيها الى “إمعان دولة الاحتلال في انكار حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره، وانتهاك كافة حقوق المواطن الفلسطيني، ومواصلته احتجاز جثامين الشهداء والمحاكمات غير العادلة”. وعرض “قضية الشهيد انيس دولة المحتجزة جثته”.
 
كما ألقى سامر عنبر كلمة “مهجة القدس”، وأكد فيها “ضرورة تفعيل التحركات والضغط لاجل اطلاق الاسرى والمعتقلين ووقف الانتهاكات الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني”.
 
ومن فلسطين المحتلة وعبر الهاتف، ألقى الدكتور عصام عاروري كلمة اللجنة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء، فأشار الى “تزايد اعداد جثامين الشهداء المحتجزة والتي وصلت حتى يومنا هذا الى 98 جثمانا، مع ازدياد عدد جرائم الاعدام خارج القانون”.
 
وناشد العالم “مساندة اهالي الشهداء ومطالبة اللجنة الدولية للصليب الاحمر بالخروج عن صمتها وتكليف فريق قانوني دولي بتقديم شكاوى لمحكمة جرائم الحرب”.
 
واعتبر عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني الاسير المحرر أنور ياسين أن “قضية الاسرى والشهداء والمفقودين في فلسطين لا تتجزأ”، مذكرا بوجود 9 جثامين شهداء للحزب ما زالت محتجزة، الى جانب جثامين شهداء فلسطينيين”.
 
وأكد أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية أمين سر حركة “فتح” في بيروت العميد سمير ابو عفش في كلمة ألقاها نيابة عن امين سر منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي ابو العردات الموجود خارج لبنان، على “التضامن مع الاسرى الذين هم عنوان للمقاومة، واضافوا شكلا جديدا من اشكال النضال”.
 
وقال: “وقوفنا اليوم لا لنذكر بالقضية بل لنرفع الصوت ونوجه رسالة الى المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان لوقف الهمجية الاسرائيلية بحق شعبنا وأسرانا. كما نطالب اخواننا في الدول العربية، بأن يكونوا في صلب هذا الصراع”.
 
ودعا “جميع الفصائل للتوحد خلف هذه القضية المركزية”، معاهدا بأن “تبقى قضية الاسرى والمعتقلين في سلم اولويات منظمة التحرير، فكل يوم في رزنامة فلسطين هو يوم وطني للوفاء للاسرى”.
 
ووجه المنسق العام للتحالف الاوروبي لمناصرة اسرى فلسطين الدكتور خالد الحمد المنظمين والمشاركين، مؤكدا “الاستمرار ببذل الجهود من اجل تدويل قضية الاسرى واخراجها من خلف القضبان”، معاهدا “الانفتاح على كل الاحرار للتنسيق والعمل سويا لنصرة الاسرى”.
 
واختتم الحفل بتلاوة رئيس الشبكة العالمية للدفاع عن فلسطين محمد صفا مذكرة باسم كافة الجمعيات والهيئات المشاركة، حيث قدم وفد من المشاركين الى الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس ورئيسة المفوضية لحقوق باشيليت، ومذكرة عن جثامين الحزب الشيوعي اللبناني التسعة تسلمتهما رولا يونس باسم الاسكوا.
 
وفي ما يلي نص المذكرة:
 
السيد : انطونيو غوتيريس المحترم 
سعادة الأمين العام للأمم المتحدة 
سعادة رئيسة المفوضية السامية لحقوق الانسان السيدة ميشال باشليت المحترمة 
تحية طيبة 
تحتفل الامم المتحدة والبشرية بالعاشر من كانون الاول اليوم العالمي لحقوق الانسان واوضاع حقوق الانسان تزداد تدهورا في كافة بلدان العالم وخاصة في الاراضي الفلسطينية المحتلة حيث تمارس الحكومة الإسرائيلية ممثلة بإدارة مصلحة السجون انتهاكاتها الصارخة للقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، واتفاقية جنيف الثالثة والرابعة بشأن أسرى الحرب، ضاربة بعرض الحائط جل هذه الاتفاقيات والمواثيق الدولية. الأمر الذي دفعها لارتكاب جرائم ترقى الى جرائم حرب بحق الإنسانية والبشرية – لا سيما تجاه الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجونها، وعلى وجه التحديد الأسرى المرضى، وذلك بتجاهل أوضاعهم الصحية والمماطلة في تقديم العلاج اللازم لهم، الأمر الذي أدى الى تفاقم الأمراض داخل أجسادهم.
 
يوجد 750 حالة مرضية في السجون الإسرائيلية مما مجموعه 4690 أسيرا فلسطينيا معتقلين في أكثر من 23 مركز اعتقال وتوقيف، منهم 23 أسيرا مصابون بأمراض السرطان – و14 أسيرا مقيمون إقامة دائمة في ما يسمى مستشفى سجن الرملة (حقل تجارب عليهم )، و88 حالة مرضية تعاني من إعاقات مختلفة و9 مصابون بشلل نصفي.
 
سعادة الأمين العام، سعادة المفوضية 
إسرائيل تستهدف الحركة الفلسطينية الأسيرة ليبلغ عدد شهداء الحركة الذين ارتقوا جراء الإهمال الطبي 72 شهيدا من مجموع 227 أسيرا شهيدا استشهدوا خلف القضبان منذ بدء الإحتلال الإسرائيلي كان آخرهم وليس آخرا الاسير الشهيد سامي العمور من سكان قطاع غزة البالغ من العمر 39 عاما، والذي فارق الحياة داخل مستشفى سوروكا الإسرائيلي بتاريخ 18/11/2021 في بئر السبع، الأمر الذي يثبت مجددا تورط الاحتلال الاسرائيلي في تنفيذ سياسة الاعدامات الميدانية بحق الأسرى في سجونه ضمن سياسة الإهمال الطبي المتعمد التي تنتهجها مديرية السجون العامة، فالاسير سامي العمور يعاني من مرض في القلب ويعيش أوضاعا صحية صعبة إلا ان سلطات الاحتلال اصرت على استمرار اعتقاله وأهملت علاجه لتكون النتيجة قتله في جريمة بشعة تتعارض مع كل المواثيق والمعاهدات الدولية.
 
ونشير الى إن الأسير الشهيد من مواليد 25/9/1982 وبلدته الأصلية بئر السبع، وكان قد اعتقل مع شقيقه حمادة أثناء الاجتياح الصهيوني لوسط قطاع غزة في 1/4/2008 وكان يقضي حكما بالسجن لمدة 19 عاما أمضى منها 15 عاما حتى استشهاده.
 
سعادة الأمين العام، سعادة المفوضية السامية 
نطالب الامم المتحدة ومفوضية حقوق الانسان ومن خلالكم المجتمع الدولي ومؤسساته  بالتدخل العاجل والعمل على تشكيل لجنة تحقيق دولية للكشف عن اوضاع السجون الاسرائيلية والجريمة الاخيرة كونها ضحية جديدة من ضحايا الجرائم الطبية التي تفتقد لأدنى المقومات الأخلاقية والإنسانية ولا يمكن استمرار الصمت الدولي على هذه الجرائم داخل سجون الإحتلال الإسرائيلي – اقدم احتلال في العالم مضى عليه أكثر من سبعة عقود ونيف – ولا زال هذا الإحتلال يحتجز 8 جثامين لأسرى فلسطينيين أقدمهم الأسير أنيس دولة الذي استشهد في العام 1980 بفعل جريمة الإهمال الطبي، بالإضافة إلى احتجاز 254 شهيدا في ما يسمى بمقابر الأرقام منذ ستينيات القرن الماضي؟ كما يحتجز ما يزيد عن 81 جثمانا في الثلاجات بما يخالف كل القوانين والشرائع الدينية، ويرفض الكشف عن مصير ما يزيد على 68 من المفقودين، ناهيكم عن احتجاز 35 أسيرة و180 طفلا قاصرا و530 أسيرا إداري، و102 امضوا أكثر من 20 عاما و25 تجاوزا الثلاثين عاما من الاسرى القدامى وبعضهم مضى على اعتقاله 43 عاما. ناهيكم عن الاعتداءات اليومية على المدنيين الفلسطينيين من قبل المستوطنين وتهجير سكان حي جراح وسلوان وتهويد القدس ومصادرة اراضي سكانها الاصليين، والحصار المزمن لغزة.
 
إن استمرار الانتهاكات الاسرائيلية من الاعتقالات والاحتجاز الإداري للمئات وكبار السن ولجثامين الشهداء يعد مخالفة واضحة لمعاهدة لاهاي لسنة 1907 ومخالفة أيضا لنص المادة (17) من اتفاقية جنيف الأولى لسنة 1949 وللمادة (120) من اتفاقية جنيف الثالثة، والمادة (130) من اتفاقية جنيف الرابعة. ومخالفة للمواد (34.33.32) من البروتوكول الإضافي الأول الملحق باتفاقيات جنيف الأربعة وكذلك مخالفة لنص المادة (7) من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية ومخالفة للفقرة 2 من المادة (2) من الإعلان العالمي لحقوق الشعوب الأصلية، ولاتفاقية الامم المتحدة لمناهضة التعذيب.
 
فما ترتكبه اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني من اعتقالات وتعذيب وحصار وتجويع وتهجير وهدم المنازل مخالف لكل القوانين الدولية والانسانية. لذا نطالبكم في اليوم العالمي لحقوق الانسان ونطالب المجتمع الدولي، بالحماية الدولية للشعب الفلسطيني والإفراج عن الاسرى وخاصة المرضى وكبار السن، وإرسال بعثة طبية دولية لتقصي الحقائق والوقوف على أوضاع الأسرى وظروف اعتقالهم وعقد جلسة خاصة استثنائية لمجلس حقوق الانسان لبحث اوضاع السجون الاسرائيلية وتسليم جثامين الشهداء ووضع حد لإرهاب المستوطنيين وممارساتهم الوحشية والعنصرية ضد المدنيين الفلسطينيين”.
 
ووقع على المذكرة:
 
– الشبكة العالمية للدفاع عن الشعب الفلسطيني 
– مفوضية الشهداء والاسرى والجرحى 
– مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب 
– الجمعية اللبنانية للأسرى والمحررين 
– اللجنة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء 
– اللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى والمعتقلين 
– مؤسسة مهجة القدس والشهداء والاسرى والجرحى 
– المؤسسة الدولية للتضامن مع الاسرى (تضامن) 
– منظمة الدفاع عن ضحايا العنف 
– التحالف الاوروبي لمناصرة اسرى فلسطين 
– مؤسسة حريات للدفاع عن الاسرى 
  لجنة الاسرى والمحررين 
– لجنة المتابعة لدعم قضية المعتقلين اللبنانيين.

Join Whatsapp