تلاحق القوى الأمنية بالتعاون مع الأف بي آي ١٣ شخص على الأقل متّهمين بتحريض ضد النظام المحلّي ومحاولة خطف ومحاكمة حكّام ولايات محدّدة والتخطيط لإشعال حرب أهلية في الولايات المتحدة الأميركية.

وتمّت العملية الأمنية في ولاية ميشيغن الأميركية يوم الخميس ٨ تشرين الأول ٢٠٢٠، بعد مراقبة الخلاية المدنية المسلّحة التي قامت بتنظيم نفسها تحضيراً لعمليات ضد حكّام بعض الولايات الذين اعتبرتهم المنظّمات المدنية المسلّحة أنهم خالفوا الدستور، وقاموا بالتخطيط للهجوم على السراي الحكومي واحتلاله بمساعدة حوالي ٢٠٠ عنصر مسلّح، في مدينة لانسينغ عاصمة الولاية الاميريكية ميشيغن وتم القاء القبض على خمسة أشخاص اعترفوا بتحضيرهم لعملية خطف حاكمة ميشيغن.

وتضمّن المخطّط مراقبة حاكمة الولاية غراتشن ويتمر وتحركاتها، ومنزلها الصيفي، ووضعت ميلشيا “حراس الذئب” خططًا وحضّرت خرائط للطرقات التي تسلكها الحاكمة غراتشن وخطّطوا لتفجير أحد الجسور لتضليل الشرطة ولخطف الحاكمة ونقلها إلى مكان آمن في ولاية ويسكونسون لمحاكمتها بتهمة انتهاك الدستور الأميركي. وقد زادت انتقادات حاكمة ميشيغن بعدما أقفلت الولاية خلال أزمة كورونا، وتعاطيها مع اصحاب الاعمال الصغيرة، وتعرّضت ويتمر التي تنتمي للحزب الديمقراطي، للهجوم الكلامي من الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمهوري الذي انتقد الديمقراطيين لطريقة تعاملهم مع كورونا، وكان قد دعا ترامب ان تفتح الولايات الشركات والمدارس والمطاعم لاعادة احياء الاقتصاد المحلّي والاميركي وتعرّض للانتقادات من الديمقراطيين لعدم مبالاته بوباء كورونا. وكان ترامب تعرّض أيضاً للإتهام بدعمه العنصريين البيض وعندما سؤل عنهم خلال مناظرته مع بايدن تهرّب من الإجابة.

وكان قد تجمّع الآلاف من المتظاهرين في شهر نيسان ضد حاكمة ميشيغن أمام السراي الحكومي في العاصمة لانسينغ معترضين على قرارها بالاقفال الالزامي لولاية ميشيغن بدافع السيطرة على كورونا، وكان ترامب قد خاطب المتظاهرين قائلاً “حرّروا ميشيغن”.

وفي اتصال مع مندوبنا في ميشيغن من مدينة ديربورن الأميركية حيث يعيش ما يقارب ال٤٠٠ ألف عربي، قال لنا أن الدستور الأميركي يحمي حقوق الاميركيين لحمل السلاح وحماية الشعب نفسه من طغيان الدولة والحكام، ولكن يمنع حمل السلاح الأوتوماتيكي، ويستطيع أي مواطن أميركي أن يشتري السلاح والذخيرة والقنابل اليدوية التي من السهل جداً الحصول عليها من أي متجر للأسلحة، وحتى الأليات العسكرية القديمة التي هي خارج الخدمة، طالما أن المواطن او المواطنة يملكون سجلّاً نظيفاً ضمن السن القانوني ولا يعانون من أمراض عقلية.

وأضاف مندوبنا أن العديد من الخلايا المسلّحة نشطت في الفترة الأخيرة خصوصاً تلك التي تنتمي للمنظّمات العنصرية والنازية ومعظمها داعمة لترامب الذي هدّد أنه اذا خسر الانتخابات الرئاسية قد يدعو الخلايا المسلّحة والميليشيات الأميركية للنزول الى الشارع. وكثرت عمليات مراقبة تلك الخلايا من قبل المكتب الفيديرالي للتحقيقات والمخابرات الأميركية، والجدير بالذكر ان العديد من دوائر الشرطة المحليّة مناصرة لترامب وقد رفضت التقيّد بأوامر حاكمة ميشيغن لفرض الحجر ومنع التجوّل، وقد دعم ترامب الشرطة بشكل علني ضدّ أعمال العنف التي واجهت الشرطة الأميركية واتهمت عناصرها بالعنصرية ضد الزنوج بعد مقتل العديد من الزنوج من قبل عناصر الشرطة.

وتعيش الولايات المتحّدة مرحلة خطيرة من التوتّر لم تشهدها البلاد منذ الحرب الأهلية في القرن التاسع عشر، بين ١٨٦١ و ١٨٦٥، وتنقسم البلاد اليوم بشكل خطير يهدّد بحرب أهلية وسقوط إقتصادي، وبطالة، وتظاهرات عنيفة ومواجهات بين الشعب والشرطة، ومع اقتراب موعد الانتخابات ترتفع وتيرة الخوف من انفجار حرب أهلية في وسط أزمة كورونا التي احتلت الولايات المتحدة المرتبة الاولى في الإصابات والوفيات، حالات فقر مرتفعة في معظم الولايات الأميركية، ويري المحلّلون أن النظام الاميركي على شفير الانهيار كما حصل مع الإتحاد السوفياتي، خصوصاً مع طريقة تعامل الإدارة الأميركية مع السياسات الخارجية وإهمال الأوضاع الداخلية في البلاد ولا يستغرب المراقبون ان تنفصل بعض الولايات عن النظام الفيديرالي وتعلن استقلالها وقد حاولت ولاية كاليفورنيا ذلك عام ٢٠١٩.

Join Whatsapp