تأتي زيارة اللواء عباس ابراهيم الى باريس في وقت تغرق فيه بيروت ويحترق ما تبقّى فيها بعد انفجار ٤ آب في حين لم يخرج أي مسؤول بقرار أو تصريح من القلب مع آلام الشعب، وأصحاب السياسة من الصف الأول يعملون ليلاً نهاراً خلف الكواليس محاولين لملمة آثار غارة العقوبات الأميريكية والتنبّؤ أين سوف تقصف في الأسابيع المقبلة في وقت يلملم الشعب اللبناني ما تبقى بعد دمار انفجار آب وحريق أيلول الذي أعاد الرعب الى ذهون اللبنانيين المقيمين والمغتربين سوياً بعد شهر من الانفجار الاول.

وحسب المصادر المطّلعة، فزيارة اللواء ابراهيم الخاطفة الى باريس لم تتعدى الساعات وكانت محاولة لتغيير بعض من الشروط حول الحقائب الوزارية، ولكن الإدارة الفرنسية رفضت أي تغيير أو تعديل على الاتفاق الأساسي وشدّدت على البقاء تحت الشروط المتّفق عليها ونفس المهلة الزمنية لتشكيل الحكومة الجديدة.

ويرى المراقبون للوضع اللبناني أن لبنان تحت امتحان صارم فهل ينجح بتشكيل حكومة تضم اختصاصيين يتفق الجميع عليهم؟ هل يقوم الرئيس المكلّف بتشكيل حكومة وفق الاسماء التي اختارها بنفسه؟

حسب ما يبدو أن مصطفى أديب تحت مهجر المجتمع الدولي الذي لمّح باستعداده لدعمه اذا ما استطاع تأليف الحكومة التي توافق الشروط الدولية وترضي البنك الدولي.

خيّبت فرنسا ظنَ المفوّض الرئاسي اللواء عباس ابراهيم ولم تساوم على الحقائب الوزارية التي تتقاتل عليها الأطراف اللبنانية.

في الوقت نفسه يحلّق الصقر الأميريكي في سماء بيروت ويراقب سير الأمور بحذر وينتظر الوقت المناسب للانقضاض على فريسته التالية في بداية الأسبوع المقبل، وأوضح مسؤول أميريكي حسب صحيفة وول ستريت جورنال ان الإدارة الأميريكية سوف توجّه الضربات الأولى على الرِّكَب قبل الانقضاض على الرؤوس الكبيرة.

فإذا كان الوزيرين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس الرّكب التي تحدّث عنها الأميريكيون فهل نرى عقوبات على سياسيّين من الصف الأول كالحريري وباسيل الذين يمثّلون الرؤوس؟ وقد سرّب الصحافي الفرنسي في جريدة لوفيغارو معلومات نسبها للرئيس ماكرون بفرض عقوبات على باسيل والحريري وبنات الرئيس عون.

بداية الاسبوع المقبل مفترق طرق، إمّا أن تبصر حكومة أديب النور أو قد نرى عقوبات من المستوى الأوّل، وهناك احتمال آخر قد يغّير مسار الأمور بشكل دراماتيكي فهل نرى تحرّك أمني آخر قد يجبر الجميع على اعادة الحسابات؟

Join Whatsapp