منذ بداية القرن العشرين والشرق الاوسط يتخبّط برسم هويته والنهوض بدول وجمهوريات مستقلّة بعد ان رسم الغرب خطوطاً افقية وعامودية قسّموا فيها حضارة وشعوب لم يعرفوا عنهم سوى الاهرامات والكباب واخبار الف ليلة وليلة.

وكانت الولايات المتحدة في عصرنا المحاضر أول من تبنّى مسألة الشرق الأوسط وأصبحت المحرّك الأساسي في كل شاردة وواردة خصوصاً بعد اكتشاف الذهب الأسود في المنطقة.

تعاقب الرؤساء الأميريكيون على الحكم وكلٌّ حاول على طريقته التعامل مع الشرق الاوسط على مع مصلحة اسرائيل في الصدارة، فنرى كيف تعامل بوش الابن مع العراق ومن ثم اوباما مع داعش واليوم ترامب مع ايران.

أما الشعب الاميريكي فلهم رأي آخر، معظمهم ضدّ الوجود الاميريكي في الشرق الاوسط وبالاغلبية لا يريدون اولادهم وابناؤهم في منطقة لا يسمعون عنها الا أخبار الحروب والقتل والعنف والمجاهدين الذين يهتفون الموت لأمريكا الشيطان الأكبر. يضع الشعب الأميريكي الضغط على حكامهم بشكل مستمر مطالبين بالإنسحاب من الشرق الاوسط والعودة الى الوطن وهذا ما يعد به كل الرؤساء المتعاقبون او المرشحون على الانتخابات الرئاسية حتى أن ترامب نفسه قال “كان قرار الذهاب الى الشرق الاوسط اسواء قرار اخذته الإدارة الاميركية في تاريخ الولايات المتحّدة”.

ولكن الواقع عكس ذالك وحقّق ترامب شعبيته من خلال سياساته الخارجية المتعلّقة بالشرق الاوسط خصوصا بعد استهداف وقتل اثنين من الدّ الاعداء للولايات المتحدة، ابو بكر البغدادي وقاسم سليماني.

كما ان شعبيّته زادت مع إعلان القدس عاصمة لاسرائيل، ضم الجولان واخر انجازاته كانت وثيقة السلام بين اسرائيل والإمارات العربية مقابل تأجيل ضمّ الضفّة الغربية!

يحدث كل هذا والشرق الاوسط يتخبّط ما بين الربيع العربي الذي لم يأتي الا بالدمار على الدول العربية والمنطقة والاتفاق النووي والعقوبات على ايران التي تنتهي في خريف ٢٠٢٠ وعقدة حزب الله اللبناني الذي يعتبر يد ايران في الشرق الاوسط التي امتدت خارج الحدود اللبنانية لتصل الى اميركا الجنوبية.

ينتظر العالم كله اليوم شهر تشرين الثاني بفارغ الصبر لتظهر نتائج الانتخابات الرئاسية الاميريكية وما بعد انتهاء صلاحيات العقوبات على ايران.

على امل ان تأتي سنة ٢٠٢١ وتكون افضل من ٢٠٢٠ هذه السنة المفصلية التاريخية التي حملت على المسكونة كلها الاوبئة والحروب والركود الاقتصادي مما يجعلها سنة لن تُنتسى وتدخل التاريخ من الباب العريض راسمة مستقبل آخر لم يتخيّله احد في القرن الواحد والعشرين.

Join Whatsapp