في مقابلة خاصة لموقعنا الإخباري مع الدكتورة ماري نخول من العاصمة الأميركية واشنطن، أخبرتنا عن تجربتها مع لقاح كورونا، وشرحت لنا ما هو اللقاح وكيفية تفاعله مع جسم الإنسان.
تقول الدكتورة ماري نخول انها تابعت وباء كورونا والابحاث المتعلّقة به منذ بدايته، وحين توفّر لقاح فايزر ووافقت عليه الادارة الأميركية للغذاء والدواء قامت بلا تردّد وذهبت لتلقّي اللقاح. وتقول الدكتورة نخول انها أخذت اللقاح لتحمي نفسها والاشخاص الذين تعالجهم، خصوصاً انها تعمل بشكل يومي مع النساء الحوامل.
وأوضحت ان الفيروس الذي يسبب كوفيد قديم، ولكنّه تطوّر وأصبح أكثر فتكاً واسرع انتشاراً. وأشارت أن شركتين قامتا بتطوير اللقاح، وهي شركة فايزر بايونتيك وشركة موديرنا. وشرحت لنا أن مراكز الأبحاث حول العالم بدأت العمل على تطوير اللقاح منذ ظهور الوباء، وتم اعتماد طريقة جديدة في اللقاح الخاص بكورونا ممّا ساعد على تطويره، والتقنية الجديدة المعتمدة تختلف عن اللقاحات التقليدية، فاللقاح الجديد المعتمد للحد من وباء كورونا لا يُدخل الفيروس الى جسم الانسان وانما تم تطوير تقنية MRNA، وهي تعمل من خلال تعريف جسم الانسان على البروتينات المتعلقة بالفيروس ويصبح بوسع جهاز المناعة التعرّف على الفيروس الدخيل حين يدخل الجسم في حال العدوى وتتم مهاجمته وقتله قبل ان يتحكّم بالشخص ويؤدي الى مضاعفات قد تودي بحياة المصاب. ويتم اعطاء اللقاح على مرحلتين، الجرعة الاولى لتعريف جهاز المناعة على البروتينات، والجرعة الثانية خلال فترة تتراوح ما بين الثلاثة اسابيع والشهر وهي الجرعة الداعمة للأولى والتي تعطي المناعة الدعم اللازم لتقوية الخلايا المحارِبة.

وتمّت الابحاث على عدّة مراحل، الاولى كانت مرحلة دراسة الفيروس وتركيبته وهي كانت الاصعب خصوصاً في الفترات الاولى حين لم يكن يعلم الطبّ اي شيء عن الفيروس وكيف ينتقل ويعمل، اما المرحلة الثانية فكانت مرحلة التجارب ودراسة امان اللقاح ومعاييره، اما في المرحلة الثالثة فكانت التجارب السريرية حيث كان من المهم مراقبة كيفية تفاعل البشر مع اللقاح والعوارض التي قد تنتج عنه والآثار الجانبية له. وهذه المرحلة تعتبر الاهم قبل طرح اللقاح واستعماله على عامة البشر، وتم العمل مع حوالي خمسين الف متطوّع لدراسة تأثير اللقاح والتحاليل وبعد اشهر تعدّت نسبة نجاح اللقاح ال ٩٥٪؜ وبفضل التقنيات الحديثة والاهتمام العالمي لانتاجه تم دعم المختبرات ومراكز الابحاث من قبل المنظمات العالمية وخصوصاً منظّمة الصحة العالمية التي دعمت وساهمت في انتاج اللقاح في وقت قياسي.

حقائق اللقاح
لا يحمل اللقاح كوفيد-١٩، بعكس المعتقدات او اللقاحات التقليدية، لا يحمل لقاح كورونا الفيروس ولا يسبب للانسان ان يصاب بكوفيد او الفيروس المسبب له، فالتقنية تعمل على آلية MRNA وهي ببساطة تساعد جهاز المناعة على التعرف على خصائص الفيروس دون ادخال الفيروس الى الجسم. وبالتالي بعد اللقاح، اذا خضع الشخص لفحص كورونا سوف تكون النتيجة سلبية.
لا يعدّل اللقاح بتركيبة الشخص الجينية او DNA، فاللقاح لا يتفاعل مع الDNA ولا يغير تركيبته، فهو يعرّف جهاز المناعة على البروتينات التي تغلّف الفيروس المسبب لكوفيد-١٩ لمساعدة الخلايا بمحاربته اذا ما دخل جسم الانسان.
لا توجد رقاقة رقمية في اللقاح، ولن يستطيع احد او “النظام العالمي” تتبع البشر او التحكّم بأجسامهم، وهذه اشاعة انتشرت على مواقع التواصل والشبكة الالكترونية، وتناقلها العديد من الاشخاص دون التأكّد من مصداقيتها وليس لها علاقة بالواقع أو بأبحاث لقاح كورونا بأي شكل من الاشكال.
اقل من ١٪؜ من الاطباء حول العالم ضد لقاح كورونا، وهذا امر مهم جداً، فأكثر من ٩٩٪؜ من الاطباء حول العالم يشجّعون التلقيح ضد كورونا، اما النسبة التي هي اقل من ١٪؜ عادة هي نسبة من الاطباء الغير مطّلعين بشكل دقيق على الابحاث، وعلى حد تعبير الدكتورة نخول، هم الجزء من الاطباء الذين قد يكون هناك شك بمعرفتهم وخبراتهم الطبية.
لم يمت احد جراء لقاح كورونا، بعكس الاخبار الغير مبنية على اساس علمي، لم يمت احد نتيجة لقاح كورونا، والخبر الذي تناول الاشخاص الستة الذين انتشر خبر وفاتهم نتيجة اللقاح غير دقيق والحقيقة، ان ٤ من هؤلاء الاشخاص لم يتلقّوا اللقاح وانما تلقوا لقاح وهمي، والاثنين الاخرين، توفوا بسبب امراض وتعقيدات اخرى لا علاقة لها باللقاح، وفي النتيجة، من بين الخمسين الف متطوع في تجارب اللقاح توفي اثنين من الذين تلقوا اللقاح، وهذا الرقم علمياً جيّد جداً ومشجع، خصوصاً بالمقارنة مع الحالات والوفيات التي تحصل نتيجة الوباء يومياً.
الحساسية نتيجة اللقاح، من المهم جداً ان يكون كل شخص على علم تام ووعي كامل حول ما اذا كان يحمل أيّ حساسية ما وفي حال الشك ينبغي استشارة طبيب العائلة، او الطبيب الشخصي لمناقشة لقاح كورونا وانواع الحساسية التي قد يكون يعاني منها الشخص.
هل يجب ان يتلقى اللقاح من تغلّب على كورونا؟ حسب منظمة الصحة العالمية والمركز الاميركي للامراض المعدية، نظرًا للمخاطر الصحية الشديدة المرتبطة بكوفيد-١٩، وحقيقة أن إعادة الإصابة بالمرض ممكنة، يُنصح الأشخاص بالحصول على اللقاح حتى لو كانوا تعرّضوا للفيروس او المرض من قبل. ولغاية الآن، لا يعرف الخبراء مدة حماية شخص ما من الإصابة بالمرض مرة أخرى بعد التعافي من كوفيد، وتختلف المناعة المكتسبة من الإصابة بعدوى، والتي تسمى المناعة الطبيعية، من شخص لآخر. تشير بعض الأدلة المبكرة إلى أن المناعة الطبيعية قد لا تدوم طويلاً. لن نعرف إلى متى تستمر المناعة التي ينتجها اللقاح حتى نحصل على المزيد من البيانات حول مدى نجاحه.

وحثّت الدكتورة ماري نخول الجميع ان يتلقّوا اللقاح حين يصبح متاحاً لهم، وتحدّثت عن تجربتها الشخصية بكل ثقة، مشيرة ان اللقاح آمن ويمكن من خلاله انقاذ حياة الكثير من الاشخاص اللذين قد يستطيعوا ان يتمتّعوا بالحياة لوقت اطول اذا ما كانوا محصّنين ضد كورونا، وأكّدت على أهمية استشارة طبيب العائلة او الطبيب الشخصي للاستفهام عن ايّ شيء متعلّق بالفيروس بدل البحث على الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي حيث تنتشر الاشاعات والاخبار الغير صحيحة بشكل كبير مما يؤدي الى الفوضى والقلق وحتى الكآبة.

الدكتورة ماري نخول

نبذة عن الدكتورة ماري نخول:
الدكتورة ماري نخول أخصائية في امراض الجراحة النسائية والتوليد، لبنانية، تعيش وتمارس الطبّ حاليًا في الولايات المتحدة الأمريكية. ولدت ونشأت في لبنان، حصلت على شهادتها الطبية من الجامعة الأمريكية في بيروت وانتقلت إلى الولايات المتحدة في عام ٢٠١٦ لإكمال تدريبها في أمراض النساء والتوليد.
تهتم الدكتورة نخول بشكل خاص بالصحة العامة، عندما كانت في لبنان، ساعدت في إنشاء برنامج توعية لنظافة اليدين والنظافة الشخصية للاجئين في جميع أنحاء البلاد بالتعاون مع اليونيسف وتم توزيع البرنامج على مختلف الدول العربية.
الدكتورة نخول من المدافعين عن صحّة المرأة والطبّ الشمولي للعقل والجسم وتدرس حاليًا تأثير العقل على الجسم، خاصّة بين النساء الحوامل.
بعيداً عن الطب، هي فنانة تجريدية ومدرِّبة للعلاج بالفن، أسّست “نخول للفنون البصرية” وتعمل على سد الفجوة بين الفن والطب.

Join Whatsapp